(عليه السّلام) لأنّه ادّعى الخلافة لنفسه ، وادّعاها له الحسنان وفاطمة (عليهم السّلام) ، ولا يكونون كاذبين ؛ لأن الكذب من الرجس الذي أذهبه الله عنهم وطهّرهم منه تطهيراً (١).
وفرض الله على المسلمين مودّة أهل البيت (عليهم السّلام). قال تعالى : (قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) (٢).
ذهب جمهور المسلمين إلى أنّ المراد بالقربى هم : علي وفاطمة وابناهما الحسن والحسين (عليهم السّلام) ، وإنّ اقتراف الحسنة إنّما هي في مودّتهم ومحبّتهم. وفيما يلي بعض ما أثر في ذلك :
١ ـ روى ابن عباس قال : لمّا نزلت هذه الآية قالوا : يا رسول الله ، مَن قرابتك هؤلاء الذين أوجبت علينا مودّتهم؟ قال (صلّى الله عليه وآله) : «علي وفاطمة وابناهما» (٣).
٢ ـ روى جابر بن عبد الله قال : جاء أعرابي إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) فقال : يا محمد ، اعرض عليّ الإسلام. فقال (صلّى الله عليه وآله) : «تشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمداً عبده ورسوله». قال الأعرابي : تسألني عليه أجراً؟
__________________
(١) الكلمة الغرّاء في تفضيل الزهراء (عليها السّلام) / ٢٠١.
(٢) سورة الشورى / ٢٣.
(٣) مجمع الزوائد ٧ / ١٠٣ ، ذخائر العقبى / ٢٥ ، نور الأبصار / ١٠١ ، الدر المنثور.