يا أمير المؤمنين ، هذه كربلاء.
فأجاب والألم يحزّ في نفسه قائلاً : «ذات كرب وبلاء». ثمّ أومأ بيده إلى مكان فقال : «هاهنا موضع رحالهم ومناخ ركابهم». وأومأ بيده إلى موضع آخر فقال : «هاهنا مهراق دمائهم» (١).
٥ ـ روى أبو هريمة قال : كنت مع علي بنهر كربلاء ، فمرّ بشجرة تحتها بعر غزلان ، فأخذ من التراب قبضة فشمّها ، ثمّ قال : «يُحشر من هذا الظهر سبعون ألفاً يدخلون الجنّة بغير حساب» (٢).
٦ ـ روى أبو خيرة قال : صحبت علياً حتّى أتى الكوفة ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : «كيف أنتم إذا نزل بذرّية نبيّكم بين ظهرانيكم؟».
ـ إذاً نبلي الله فيهم بلاءً حسناً.
فأجابهم الإمام : «والذي نفسي بيده ، لينزلنّ بين ظهرانيكم ، ولتخرجنّ إليهم فلتقتلنّهم». ثمّ أقبل يقول :
همْ أوردوهُ بالغرورِ وغرّدوا أجيبوا دعاهُ لا نجاة ولا عذرا (٣)
٧ ـ روى الطبراني بسنده عن علي أنه قال : «ليقتلنّ الحسين ، وإنّي لأعرف التربة التي يُقتل فيها بين النهرين» (٤).
٨ ـ روى ثابت عن سويد بن غفلة : أنّ علياً (عليه السّلام) خطب ذات يوم فقام رجل من تحت منبره ، فقال :
__________________
(١) وقعة صفّين / ١٥٨ ، نهج البلاغة ٣ / ١٦٩.
(٢) مجمع الزوائد ٩ / ١٩١.
(٣) مجمع الزوائد ٩ / ١٩١ ، المعجم الكبير للطبراني.
(٤) مجمع الزوائد ٩ / ١٩٠ ، المعجم الكبير للطبراني.