١. إنّ كثيراً من هؤلاء الضِّعاف لم يكونوا مشايخ للثقات ، بل كانوا أعدالهم وأقرانهم ، وإنّما تُوهّمت الرواية عنهم بسبب وجود « عن » مكان « الواو » فتصحيف العاطف بحرف الجرّ ، صار سبباً لأوهام كثيرة. وقد نبَّه على هذه القاعدة صاحب « منتقى الجمان » كما أوضحناه ، فتُصوّر العديل أُستاذاً لهم.
٢. إنّ كثيراً ممّن اتّهم بالضعف ، مضعَّفون من حيث المذهب والعقيدة ، لا من حيث الرواية ، وهذا لا يخالف وثاقتهم وصدقهم في الحديث. وقد وقفت في كلام الشيخ على أنّ المراد من الثِّقات هم الموثوق بهم من حيث الرواية والحديث لا المذهب.
وبعبارة أُخرى : كانوا ملتزمين بالنَّقل عن الثقات ، سواء كانوا إماميّين أم غيرهم.
٣. إنّ منشأ بعض النقوض هو الاشتراك في الاسم بين المضعَّف وغيره ، كما مرّ نظيره في عبد اللّه بن محمّد الشاميّ.
٤. إنّ بعض من اتّهم بالضَّعف لم يثبت ضعفهم أوّلاً ، ومعارض بتعديل الآخرين ثانياً.
وعلى ضوء ما تقدّم ، نقدر على الإجابة عن كثير من النّقوض المتوجّهة إلى الضّابطة ، الّتي ربّما تبلغ خمسة وأربعين نقضاً. وأغلبها مستند إلى سقم النّسخ وعدم إتقانها.
نعم من كان له إلمام بطبقات الرواة ، وميّز الشيخ عن التلميذ ، يقف على كثير من الاشتباهات الواردة في الأسناد الّتي لم تقابل على النسخ الصّحيحة.
فابتلاؤنا بكثير من هذه الاشتباهات وليد التقصير في دراسة الحديث ، وعدم معرفتنا بأحوال الرواة ، وطبقاتهم ومشايخهم وتلاميذهم ، وفقدان النسخ الصّحيحة.