الفاسق : ( إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَاء فَتَبَيَّنُوا ... ). (١)
المسلمون غير المؤمنين : ( قالَتِ الأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا ). (٢)
المؤلّفة قلوبهم : ( إِنَّما الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُم ). (٣)
المولّون أمام الكفّار : ( وَمَنْ يُولِّهِمْ يَومَئِذ دُبُرَهُ إِلاّ مُتَحَرِّفاً لِقِتال أَوْمُتَحَيِّزاً إِلى فِئَة فَقَدْ باءَبِغَضَب مِنَ اللّهِ ). (٤)
فإذا كانت صحابة النبي مصنَّفة في صنفين حسب الذكر الحكيم ، فكيف يمكن لنا أن نعدّ الجميع عدولاً؟! هذا كلّه إذا رجعنا إلى الكتاب العزيز.
وأمّا إذا رجعنا إلى السنّة فيعرّفهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حسب ما أخرجه البخاري ومسلم حيث رويا بسند صحيح عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم انّه قال : « يرد عليّ يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلؤون (٥) عن الحوض ، فأقول : يا ربِّ أصحابي ، فيقول : إنّه لاعلم لك بما أحدثوا بعدك ، إنّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقرى ». (٦)
إلى غير ذلك من الأحاديث الحاكية عن ارتداد قسم من الصحابة بعد رحيل النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فالصحابي بما انّه رأى النور وتشرّف برؤية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فهو معزّز مكرّم ، إلاّ أنّ ذلك لا يمنعنا عن التفتيش عن أحواله وحالاته في حياة النبيّ وبعد رحيله ، فلو ثبتت وثاقته نأخذ بها ، وإلاّ فيكون حاله كالتابعين وتابعي التابعين ، فما لم تحرز وثاقة الرجل لا يؤخذ بقوله.
__________________
١. الحجرات : ٦.
٢. الحجرات : ١٤.
٣. التوبة : ٦٠.
٤. الأنفال : ١٦.
٥. يحلؤون : يُطردون ويمنعون عن ورود الحوض.
٦. جامع الأُصول : ١١ / ١٢٠ ـ ١٢١.