أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ قراءة ـ نا عبد العزيز ـ لفظا ـ قال : وكتب إليّ أبو ذرّ عبد بن أحمد ، ـ وحدّثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد عنه ـ قال : سمعت أبا مسعود الدّمشقي يقول : جاء رجل بغداذي إلى ابن جوصا ، فقال له ابن جوصا كلما أغربت عليّ حديثا من حديث الشام أعطيتك درهما. فلم يزل الرّجل يلقي عليه ما شاء الله ، ولم يغرب عليه شيئا. فاغتمّ الرجل فقال ابن جوصا : لا تجزع ، وأعطاه بكل حديث ذاكره درهما ، وكان ابن جوصا ذا مال كثير.
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي بكر البيهقي ، نا أبو عبد الله الحافظ قال : انصرف أبو علي الحافظ إلى دمشق ، وقد لحق أحمد بن عمير من الغرباء ما لحق. وأحمد بن عمير إمام أهل الحديث ورئيس الشام.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ قراءة ـ نا عبد العزيز بن أحمد ، نا العلاء بن حزم ، نا علي بن بقاء ، نا عبد الغني بن سعيد قال : سمعت حمزة بن محمّد يقول : سمعت أحمد بن عمير بن جوصا يقول : كنا ببغداذ فرأيت أصحاب الحديث يتذاكرون بحديث أيوب السّختياني وأشباهه ، فاطلعت لهم رأسي ، فقلت لهم : أيش أسند جنادة عن عبادة؟ فسكتوا ، ثم قلت لهم : أيش أسند عمرو بن عمرو بن عبدة الأحموسي؟ فلم يجيبوا بشيء.
قال : ونا عبد الغني قال : سمعت أبا الفضل جعفر بن محمّد بن الفضل يقول : سمعت أبا الحسن علي بن عمر يقول : أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من عهد (١) عبد الله بن مسعود إلى زمان أبي العباس بن عقدة أحفظ من ابن عقدة.
قال عبد الغني : وسألت أبا القاسم حمزة عنه ، فما قال إلّا خيرا ، وقال : هذا رجل يعرف ما عند الناس ، ولا يعرفون ما عنده.
قال عبد الغني : وسمعت أبا همّام الكرخي ـ واسمه محمّد بن إبراهيم ـ يقول : أحمد بن عمير بن جوصا بالشام كأبي العبّاس بن عقدة بالكوفة.
قال عبد الغني : وأبو سعيد بن يونس بمصر كهؤلاء في موضعهم. قال عبد الغني : يعني كهؤلاء في موضعهم : متحقّق بعلمهم.
__________________
(١) في المطبوعة ٧ / ٩٦ «زمن».