طلبه ـ وهو يعني أبا عمرو الصغير ـ فخرج أبو علي فزعا من هذا الحديث. فسمعت الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي يقول : حكم الله بيننا وبين أبي علي. قصدناه [بدمشق](١) ، وصوّرنا له حال أحمد بن عمير ، وأقمنا فيه الحجج والبراهين ، فأخذ عطاءه وخرج. قلت للزبير : لو كتبت إلى أبي علي بهذا حتى أوصله. فكتب كتابا بخط يده ، وأوصلته إلى أبي علي ـ والكتاب عندي بخط الزبير ـ فقرأ أبو علي الكتاب ثم قال لي : يا أبا عبد الله ، لا تشتغل [بذا](٢) ؛ فإن الزبير طبل.
قال : وسمعت أبا عبد الله الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي الحافظ بأسداباذ يقول (٣) :
ما رأيت لأبي علي زلّة قطّ إلّا روايته عن عبد الله بن وهب الدّينوري ، وأحمد بن عمير بن جوصا.
قال : وسمعت أبا عبد الله بن منده يقول : سمعت حمزة الكناني بمصر يقول :
عندي عن ابن جوصا مائتا (٤) جزء ؛ ليتها كانت بياضا. قال : وترك الرواية عنه أصلا.
أنبأنا أبو المظفّر عبد المنعم بن القشيري ، أنا محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب ـ إجازة ـ أنا أبو عبد الرّحمن السلمي. قال :
وسألته ـ يعني الدارقطني ـ عن أحمد بن عمير بن جوصا فقال : تفرّد بأحاديث ؛ ولم يكن بالقوي. سمعت دعلج بن أحمد يقول : دخلت دمشق ، وكتب لي عن ابن جوصا جزء ، ولست أحدّث عنه ؛ فإني رأيت في داره جرو كلب صيني ، فقلت : روي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه نهى عن اقتناء الكلب ، وهذا قد اقتنى كلبا [١٢١٠].
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر قال :
__________________
(١) سقطت من الأصل واستدركت عن المطبوعة ٧ / ٩٨.
(٢) زيادة عن سير أعلام النبلاء ١٥ / ١٩.
(٣) الخبر في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٠.
(٤) عن ميزان الاعتدال ١ / ١٢٥ وبالأصل «مائتي» خطأ ، وجاء في الميزان : «حمزة الكتاني» تحريف.