وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا أبو بكر الخطيب (١) ، أنا إسماعيل بن أحمد الحيري (٢) قالا : أنا محمّد بن الحسين السّلمي قال : سمعت أبا بكر بن الطرسوسي يقول : أبو سعيد الخرّاز قمر الصّوفية.
وأخبرنا أبو الحسين بن قبيس ، نا أبو بكر الخطيب (٣) ، أنبأنا أبو سعد الماليني ، قال : سمعت علي بن عمر الدّينوري يقول : سمعت إبراهيم بن شيبان يقول : قال الجنيد : لو طالبنا الله بحقيقة ما عليه أبو سعيد الخرّاز لهلكنا ، قال علي : فقلت لإبراهيم : وإيش كان حاله؟ فقال : أقام كذا وكذا سنة يخرز ما فاته [ذكر](٤) الحق بين الخرزتين.
سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول : سمعت أبي يقول : سمعت محمّد بن الحسين يقول : سمعت أحمد بن علي بن جعفر يقول : سمعت الكتّاني يقول : سئل أبو سعيد الخرّاز هل يصير العارف إلى حال يجفو عليه البكاء؟ فقال : نعم إنما البكاء في أوقات سيرهم إلى الله ، فإذا نزلوا بحقائق القرب ، وذاقوا طعم الوصول من برّه ، زال عنهم ذلك.
أنبأنا أبو الحسن الفارسي ، أنا محمّد بن يحيى ، أنا أبو عبد الرحمن السّلمي قال : سمعت أبا الحسن علي بن نصر الشيروي ببغذاذ يقول : سمعت المرتعش يقول : الخلق كلهم عيال على أبي سعيد الخرّاز ، إذا تكلم هو في شيء من الحقائق.
قال : وسمعت أبا علي الأهوازي يقول : سمعت الجلّاء بمكة يقول : بلغني أن أبا سعيد الخرّاز كان مقيما بمكّة وكان من أفقه الصّوفية ، وكان له ابنان ، فمات أحدهما قبله فرآه في المنام ، فقال له : يا بني أوصني ، فقال : يا أبة لا تعامل الله على الحمق. قال : يا بني زدني ، قال : لا تخالف الله فيما يريد ، قال : يا بني زدني ، قال : لا تطيق ، قال : قل ، قال : لا تجعل بينك وبين الله قميصا ، قال فما لبس القميص ثلاثين سنة. فقال لإبراهيم الخوّاص ذلك ، فقال : أحجب ما كان من ربه في ذلك الوقت.
__________________
(١) تاريخ بغداد ٤ / ٢٧٦.
(٢) بالأصل : «الحرى» والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٣) تاريخ بغداد ٤ / ٢٧٦ ـ ٢٧٧.
(٤) زيادة عن تاريخ بغداد ، وهي أيضا مستدركة على أصله.