أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا أبو بكر الخطيب (١) ، أنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور ، قال : سمعت أبا بكر محمّد بن عبد الله الرازي.
ح وأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبي ، قال : سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن يقول : سمعت محمد بن عبد الله يقول : سمعت أبا جعفر الصيدلاني يقول : سمعت أبا سعيد الخرّاز يقول : من ظنّ أنه ببذل الجهد يصل ، فمتعنّ (٢) ، ومن ظن أنه بغير الجهد ـ وقال العبدوي : بذل الجهد ـ يصل فمتمنّي (٢).
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق ـ أنا وأبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد ـ نا أبو بكر الخطيب (٣) ، حدثني عبد العزيز بن علي الأزجي ، قال :
سمعت علي بن عبد الله الهمداني بمكة يقول : حدثنا محمّد بن الحسن ، نا أبو القاسم بن مردان ببغداذ قال : كان عندنا بنهاوند فتى يصحبني ، وكنت أنا أصحب أبا سعيد الخرّاز ، فكنت إذا رجعت حدثت ذلك الفتى ما أسمع من أبي سعيد ، فقال لي ذات يوم : إن سهل الله لك الخروج خرجت معك حتى أرى هذا الشيخ الذي تحدّثني عنه ، فخرجت وخرج معي ووصلنا إلى مكة ، فقال لي : ليس نطوف حتى نلقى أبا سعيد ، فقصدناه وسلمنا عليه ، فقال الشاب مسألة ـ ولم يحدثني أنه يريد أن يسأل عن شيء ـ فقال له الشيخ : سل ، فقال : ما حقيقة التوكل؟ فقال الشيخ : أن لا يأخذ الحجة من حمولا ، وكان الشاب قد أخذ حجة من حمولا ـ وهو رئيس نهاوند ـ وما علمت به أنا ، فورد على الشاب أمر عظيم وخجل ، فلما رأى الشيخ ما جاء (٤) به عطف عليه وقال : ارجع إلى سؤالك ، ثم قال أبو سعيد : كنت أراعي شيئا من هذا الأمر في حداثتي ، فسلكت بادية الموصل فبينا أنا سائر إذ سمعت حسّا من ورائي ، فحفظت قلبي عن الالتفات ، فإذا الحس قد دنا مني ، وإذا سبعين قد صعدا على كتفي فلحسا خدّيّ ، فلم أنظر إليهما حيث بعدا ولا حيث نزلا.
سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول : سمعت أبي يقول : سمعت الشيخ أبا عبد
__________________
(١) تاريخ بغداد ٤ / ٢٧٧.
(٢) كذا بالأصل بإثبات ياء المنقوص في الرفع ، وتقدم أنه جائز ، والذي في تاريخ بغداد : «فمتمنّ ... فمتعنّ» تقديم وتأخير ، وبالتنوين في اللفظتين.
(٣) تاريخ بغداد ١٤ / ٤٠٠ في ترجمة أبي القاسم بن مردان (وقع في تاريخ بغداد : مروان).
(٤) في تاريخ بغداد : ما حلّ به.