حكى عنه أسود بن الحسن البردعي ، وأبو القاسم علي بن محمّد بن زكريا الصيقلي الرّملي ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد الحافظ (١).
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، نا نصر بن إبراهيم المقدسي ، أنا أبو القاسم (٢) علي بن طاهر بن محمّد القرشي الصّوفي ، نا أبو بكر أحمد بن بندار الشيرازي ، نا أبو الحسين طاهر بن محمد بن سهلويه بن الحارث ، نا أبو نصر محمّد بن حمدويه بن سهل المطّوّعي المروزي.
حدّثني أبو محمّد عبد الرّحمن بن الحسن بن علي بن يحيى بن سلمان الفارسي المطّوّعي ، نا أسود بن الحسن البرذعي (٣) ، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الرملي ـ قاضي دمشق ـ قال : دخلت العراق فكتبت كتب أهل العراق ، وكتبت (٤) كتب أهل الحجاز ، فمن كثرة اختلافهما لم أدر بأيهما آخذ. فعبرت من باب الطاق (٥) ، وأنا أريد الكرخ وقطيعة الرّبيع (٦) فحضر (٧) صلاة المغرب ، فدخلت المسجد ، فلما أن قلت : الله أكبر ، تفكّرت في قول أهل العراق : «من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة ، وفي قول أهل الحجاز : لا صلاة إلّا بفاتحة الكتاب». قال فمن كثرة اختلافهما تركت الجماعة وخرجت ، فأصابني غمّ (٨) وبتّ بغمّ فلما كان في جوف الليل قمت وتوضأت وصلّيت ركعتين وقلت : اللهمّ اهدني إلى ما تحبّ وترضا ، ثم أويت إلى فراشي فرأيت النبي صلىاللهعليهوسلم ـ فيما يرى النائم ـ دخل من باب بني شيبة فأسند ظهره إلى الكعبة ورأيت الشافعيّ وأحمد بن حنبل على يمين النبي صلىاللهعليهوسلم يتبسم إليهما ورأيت بشر المرّيسي (٩) على يسار
__________________
(١) في الأنساب : يروي عن أبي الحسن حميد بن عياش السافري ، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري الأصبهاني (الأنساب : الباروذي).
(٢) في المطبوعة ٧ / ١٩٥ أبو الحسن.
(٣) تقدم في أول الترجمة «البردعي» بالدال المهملة ، فإحدى اللفظتين تصحيف للأخرى.
(٤) في مختصر ابن منظور : وكتب أهل الحجاز.
(٥) محلة كبيرة ببغداد بالجانب الشرقي ، تعرف بطاق أسماء (معجم البلدان).
(٦) منسوبة إلى الربيع بن يونس حاجب المنصور (معجم البلدان).
(٧) كذا بالأصل ، وهو جائز ، وفي المختصر : فحضرت.
(٨) رسمها غير واضح بالأصل ، والمثبت عن المختصر.
(٩) هذه النسبة إلى مريسة قرية بمصر وولاية من ناحية الصعيد. وهو بشر بن غياث المرّيسي صاحب الكلام ، جدّد القول بخلق القرآن وحكي عنه أقوال شنيعة ، وكان مرجئا توفي سنة ٢١٨ (معجم البلدان).