النبي صلىاللهعليهوسلم مكلّح الوجه فقلت : يا رسول الله من كثرة اختلاف هذين الرجلين لم (١) أدر بأيهما آخذ فأومأ إلى الشافعي وأحمد بن حنبل قال : (أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ)(٢) ثم أومأ إلى بشر المرّيسي وقال : (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ)(٣).
قال أبو بكر : والله لقد رأيت هذه الرؤيا وتصدّقت من الغد بألف دينار (٤) ، وعلمت أن الحق مع الشيخين لقول النبي صلىاللهعليهوسلم : «الإيمان يمان والحكمة يمانية» [٩٠٣] ولقوله صلىاللهعليهوسلم : «تعلّموا من قريش ولا تعلّموها» [١٢٦٠] فوجدنا الشافعي قرشيا مطّلبيا فحقّ على أهل الإسلام أن يتّبعوه في مقالته وبالله التوفيق.
رواها أبو بكر البيهقي ، عن أبي عبد الله الحافظ ، عن أبي الطّيّب محمّد بن أحمد الكرابيسي ، وأبي بكر محمّد بن إبراهيم بن داود الدربندي ، عن أبي الحسن علي بن أحمد بن محمّد الحافظ ، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد الدمشقي ـ قاضي ملطية ـ بنحوها. وروى هذه الحكاية أبو بكر محمد بن عبد الله الشيباني الجوزقي ، عن أبي نصر بن حمدويه المروزي بهذا الإسناد ، ورواها أبو بكر البيهقي ، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي ، عن منصور بن عبد الله بن إبراهيم بن أحمد الهروي ، حدثني أبو منصور محمد بن جعفر الفقيه ، نا أسود بن الحسن البردعي ، نا أحمد بن محمّد الرملي القاضي ، فذكرها.
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا تمام بن محمّد ـ إجازة ـ أنا أبو عبد الله بن مروان ، نا ابن فيض قال : وكان قد استخلف أبا زرعة (٥) على حمص ابن (٦) أبي الأسود ، وعلى الأردن أحمد بن محمّد المري ، وعلى فلسطين حملة بن محمد.
قال وأنا ابن مروان قال : ثم ولي محمّد بن العباس الجمحي على دمشق فأقام بها
__________________
(١) في المختصر : لا أدري.
(٢) سورة الأنعام ، الآية : ٨٩.
(٣) سورة الأنعام ، الآية : ٨٩.
(٤) في المختصر : «درهم» وهو أقرب.
(٥) في المطبوعة : «أبو زرعة ... ابن أبي الأسود».
(٦) في المطبوعة : «أبو زرعة ... ابن أبي الأسود».