قال : قل ، فقال لي : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم كأنه في فضاء من الأرض وعنده نفر ، فقلت لبعضهم : من هذا؟ قال (١) : هذا محمّد النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فقلت : وما تصنعون هاهنا؟ قال : ينتظر أمّته أن يوافوه ، فقلت في منامي : لأقعدنّ حتى أنظر ما يكون حاله في أمته ، فبينا أنا كذلك إذ اجتمع الناس ، وإذا مع كل رجل قناة ، فظننت أنه يريد أن يبعث بعثا ، قال : فنظر صلىاللهعليهوسلم فرأى قناة أطول من تلك القنا كلّها فقال : من صاحب القناة؟ قالوا : أحمد بن حنبل ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : ائتوني به ، قال : فجيء به والقناة في يده ، فأخذها النبي صلىاللهعليهوسلم فهزها ثمّ ناوله إيّاها وقال له : اذهب فأنت أمير القوم ، ثم قال للنّاس : اتبعوه فإنه أميركم ، واسمعوا له وأطيعوا.
قال عبد الله بن خبيق : هذه رؤيا لا تحتاج إلى عبارة.
أخبرنا أبو غالب بن البنا وأبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفرّاء (٢) ، أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهري ـ فيما أذن لنا ـ أن عبد الله بن إسحاق المدائني حدّثهم ، نا أبو الفضل الورّاق ، حدثني أحمد بن هانئ ، عن صدقة المقابري ، قال : كان في نفسي على أحمد بن حنبل قال : فرأيت في النوم كأن النبي صلىاللهعليهوسلم يمشي في طريق ، وهو آخذ بيد أحمد بن حنبل ، وهما يمشيان على تؤدة ورفق ، وأنا خلفهما أجهد نفسي أن ألحق بهما فما أقدر ، فلمّا استيقظت ذهب ما كان في نفسي.
ثم رأيت بعد كأني في الموسم ، وكان الناس مجتمعون فنادى مناد (٣) : الصّلاة جامعة فاجتمع الناس فنادى مناد (٣) : يؤمكم أحمد بن حنبل ، فإذا أحمد بن حنبل ، يصلّي (٤) بهم ، وكنت إذا سئلت عن شيء قلت : عليكم بالإمام ـ يعني أحمد بن حنبل ـ.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٥) ، نا عمر بن أحمد بن عثمان ، نا حمزة بن الحسين ، قال : سمعت أحمد بن الجلد الدّعّاء يقول : اليوم الذي مات أحمد بن حنبل فيه كان يوم الجمعة ، فانصرفت فلما أردت أن أنام قلت : اللهمّ أرنيه هذه
__________________
(١) في المختصر : فقال لي.
(٢) بعدها في مطبوعة ابن عساكر ٧ / ٢٩٤ قالا : أنا أبو يعلى بن الفراء.
(٣) بالأصل «منادي».
(٤) في المختصر : فصلى.
(٥) حلية الأولياء ٩ / ١٨٨.