الليلة في منامي ، فرأيته كأنه بين السّماء والأرض على نجيب من نور ، وبيده خطام من نور ، فضربت يدي إلى الخطام فأخذته فقال لي : قر (١) ليس الخير كالمعاينة ، ليس الخبر كالمعاينة ، ليس الخبر كالمعاينة ، فتركته وانتبهت.
قال : ونا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن علي الأبّار ، حدّثني حبيش (٢) بن الورد قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في المنام فقلت : يا نبي الله ما بال أحمد بن حنبل؟ [فقال : سيأتيك موسى عليهالسلام فاسأله ، فإذا أنا بموسى عليهالسلام فقلت : يا نبي الله ، ما بال أحمد بن حنبل؟](٣) فقال : أحمد بن حنبل بلي في السرّاء والضرّاء فوجد صادقا (٤) فألحق بالصّدّيقين.
أخبرني أبو المظفّر الصّوفي ، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ ـ بالكوفة ـ حدثني أبو محمّد المقرئ البغدادي ، نا جعفر (٥) بن محمّد صاحب بشر قال : اعتلّ بشر بن الحارث فعادته آمنة الرّملية من ـ الرملة ـ فإنها لعنده إذ دخل أحمد بن حنبل يعوده فقال : من هذه؟ فقال : هذه آمنة الرّملية ، بلغتها علتي فجاءتني من الرّملة تعودني قال : فسلها تدعو لنا ، قالت : «اللهمّ إنّ بشر بن الحارث وأحمد بن حنبل يستجيرانك من النار فأجرهما». فقال أحمد : فانصرفت فلما كان في الليل طرحت إليّ رقعة فيها مكتوب : «بسم الله الرّحمن الرّحيم ، قد فعلنا ، ولدينا مزيد».
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، أنا أبو البركات أحمد بن عبد الله بن طاوس ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري ، أنا أبو علي الحسن (٦) بن الحسين بن حمكان (٧) الفقيه ، نا ابن برزة (٨) الروذراوري (٩) ـ وهو محمّد بن عبد الله ـ
__________________
(١) سقطت من الأصل ، وأضيفت بين السطرين ، وفي الحلية : فقال لي : أمر ، ليس الخبر كالمعاينة ، فتركته فانتبهت.
(٢) عن حلية الأولياء ٩ / ١٨٩ وبالأصل «حبيس» وفي سير أعلام النبلاء ١١ / ٣٥٢ حبيش بن أبي الورد.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن حلية الأولياء ٩ / ١٨٩.
(٤) في حلية الأولياء : صدّيقا.
(٥) بالأصل «أبو جعفر».
(٦) بالأصل «الحسين» والصواب «الحسن».
(٧) بالأصل «جمكان» والصواب حمكان.
(٨) بالأصل : «بردة» والصواب عن الإكمال ٢ / ٢٣٨.
(٩) بالأصل «الرودرواري» والمثبت والضبط عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى روذراور بلدة بنواحي همذان.