أحمد بن محمّد بن سلامة الطحاوي ، وإليه انتهت رئاسة أصحاب أبي حنيفة بمصر. أخذ العلم عن أبي جعفر بن أبي عمران ، وعن أبي خازم (١) وغيرهما ، وكان شافعيا يقرأ على أبي إبراهيم المزني ، فقال له يوما : والله لا جاء منك شيء ، فغضب أبو جعفر من ذلك ، وانتقل إلى أبي جعفر بن أبي عمران ، فلما صنّف مختصره قال : رحم الله أبا (٢) إبراهيم ، لو كان حيا لكفّر عن يمينه ، وصنّف : «اختلاف العلماء» و «الشروط» و «أحكام القرآن» و «معاني الآثار» ولد سنة ثمان وثلاثين ومائتين ، ومات سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا (٣) قال : أمّا الحجري ـ بفتح الحاء وسكون الجيم ـ من حجر الأزد فجماعة منهم : أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سلمة بن سلامة (٤) بن عبد الملك بن سلمة بن سليم الفقيه الطحاوي الأزدي الحجري ، ولد سنة تسع وثلاثين ومائتين ومات مستهل ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن عبد العزيز بن أحمد قال : قرأت على أبي الحسن علي بن موسى بن الحسين النيسابوري السّمسار قال : قال لنا أبو سليمان بن زبر ، قال لي أبو جعفر الطحاوي : أوّل من كتبت عنه الحديث المزني ، وأخذت بقول الشافعي ، فلما كان بعد سنين قدم أحمد بن أبي عمران قاضيا على مصر ، فصحبته وأخذت بقوله ، وكان يتفقّه للكوفيين ، وتركت قولي الأول ، فرأيت المزني في المنام وهو يقول لي : يا أبا جعفر أعصبتك (٥) يا أبا جعفر اعتصبتك (٥). وبلغني أن سبب تركه لمذهب الشافعي أنه تكلم يوما بحضرة المزني في مسألة ، فقال له المزني : والله لا تفلح أبدا ، فغضب من قول المزني ، وانقطع إلى أبي جعفر بن أبي عمران ، وقال بقول أبي حنيفة حتى صار رأسا فيه ، فاجتاز بعد ذلك بقبر المزني فقال : رحمك الله يا أبا إبراهيم ، أما لو كنت حيّا لكفّرت عن يمينك.
__________________
(١) بالأصل «أبي حازم» والصواب ما أثبت وقد مرّ في أول الترجمة. وانظر تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٠٩.
(٢) بالأصل «أبي».
(٣) الإكمال لابن ماكولا ٣ / ٨٥.
(٤) في الإكمال : بتقديم سلامة على سلمة.
(٥) في المطبوعة ٧ / ٣١٩ «اغتصبتك ... اغتصبتك» وفي معجم البلدان «اعتصبتك ... اعتصبتك».