وكذلك كلمة «غمرة ، حربة ، سبحة ، ريطة ، رحبة ، دبية ، ذؤيبة ، ومنها كلمة «صاحة» وهي بلد ، وقد وردت في بيت شعر لبشر بن أبي خازم (١) ، سمية ، سابة ، أديمة ، بتالة ، شابة ، رامة ، وهي في غالبها أسماء أماكن أو بلدان أو وديان ولشعراء معتمدين عند اللغويين والنحاة أي ممن يحتج بكلامهم وقد جاءت كلها ممنوعة من الصرف.
ومن جملة ما تقدم نخرج بخلاصة وهي أن مثل هذه الأسماء لم تصرف عند أي من الشعراء مهما اختلف قبائلهم وأماكن إقامتهم شرقا أو غربا أو شمالا أو جنوبا.
كما أننا نخرج بقاعدة وهي أن أسماء الأماكن أو البلدان أو القرى الحديثة يمكننا منعها من الصرف قياسا على ما سبق وبالنظر إلى العلة السابقة ألا وهي العلمية والتأنيث.
ومن الأسماء المؤنثة الدالة على الأماكن كلمة «خالة» كما في قول النابغة الذبياني :
بخالة أو ماء الذنابة أو سوى |
|
فطنة كلب أو مياه المواطر (٢) |
ومنها أيضا كلمة «أثلة» وهي بلدة. قال الشاعر «معقل بن خويلد» :
نزيعا محلبا من أهل لفت |
|
لحيّ بين أثلة والنجام (٣) |
ومنها كذلك «ماموسة» وهي النار ، وقد ذكرها «عمرو بن أحمر» :
تطايح الطلّ عن أردافها صعدا |
|
كما تطايح عن ماموسة الشرر (٤) |
__________________
(١) انظر المفضليات ٣٣٤.
(٢) ديوان النابغة ٧٥.
(٣) شرح أشعار الهذليين ١ / ٣٧٨.
(٤) الجمهرة ٢ / ٨٤٦.