صفة بغير الألف واللام تركوا صرفها كما تركوا صرف «لكع» حين أرادوا «يا ألكع» وفسق حين أرادوا «يا فاسق» ، وترك الصرف في «فسق» هنا ، لأنه لا يتمكن بمنزلة يا رجل للعدل (١).
ويقول المبرد : «فإن كان الاسم على فعل معدولا عن «فاعل» لم ينصرف إذا كان اسم رجل في المعرفة ، وينصرف في النكرة وذلك نحو : «عمر وقثم ، لأنه معدول عن عامر وهو الاسم الجاري على الفعل ، فهذا مما معرفته قبل نكرته ، فإذا أريد به مذهب المعرفة جاء أن تبينه في النداء من كل فعل لأن المنادى مشار إليه ، وذلك قولك : يا فسق ويا خبث ، تريد : يا فاسق ويا خبيث» (٢).
وجاء في شرح الكافية : «وكذا» المختص بالنداء فرّعوا عليه أنك إذا سميت فيها ففعل لا ينصرف اتفاقا نحو «فسق» علما للعدل والعلمية (٣).
ويلاحظ أن هذه المسألة فيها خلاف كما ذكر في الارتشاف : «أو بفعل المختص بالنداء (التسمية به) كفسق ، فمذهب سيبويه منع صرفه ، ويصرفه في النكرة ، ومذهب الأخفش وتبعه ابن السيد صرفه في المعرفة والنكرة ، وقال ابن بابشاذ : الأخفش يصرف جميع هذه المعدولات في التسمية إلا أن حدثت علة أخرى» (٤).
ويقول السيوطي في الهمع : «فعل المختص بالنداء كفسق وغدر وخبث ولكع ، فإنها معدولة عن فاسق وغادر وخبيث وألكع ، فإذا سمي
__________________
(١) سيبويه ٢ / ١٤.
(٢) الكامل ٣ / ٣٠.
(٣) شرح الكافية ١ / ٤٥.
(٤) الارتشاف ١ / ٣٥.