تضمن معنى الحرف «اللام» فبني لذلك كما بني «أمس» عند الحجازيين (١) ، وذهب ابن الطراوة هذا المذهب «ونصره أبو حيان فقال الفرق بين سحر وأمس عندي يعسر» (٢).
الرد على هذا الرأي :
وقد رد على هذا الرأي القائل ببناء «سحر» من عدة أوجه :
١) أنه لو كان مبنيّا لكان غير الفتح أولى به لأنه في موضع نصب فيجب اجتناب الفتحة فيه لئلا يتوهم الإعراب كما اجتنبت في «قبل وبعد والمنادى المبني» (٣).
٢) ومنها أنه لو كان مبنيّا لكان جائز الإعراب جواز إعراب «حين» في قوله : «على حين عاتبت المشيب على الصبا».
(الشاهد فيه ههنا في «على حين» حيث يجوز فيه الإعراب والبناء على الفتح) لتساويهما في ضعف سبب البناء بكونه عارضا ، وكأن يكون علامة إعرابه تنوينه في بعض المواضع ، وفي عدم ذلك دليل على عدم البناء ، وأن فتحته إعرابية وأن عدم التنوين إنما كان من أجل منع الصرف» (٤).
٣) ومنها أن دعوى منع الصرف أسهل من دعوى البناء ؛ لأن البناء أبعد من الإعراب الذي هو الأصل في الأسماء ، ودعوى الأسهل أرجح من دعوى غير الأسهل ، وإذا ثبت أن «سحر» غير مبني ثبت أنه غير مضمن معنى حرف التعريف ، وإنما هو معدول عما فيه حرف التعريف ، والفرق
__________________
(١) انظر الارتشاف ١ / ٩٥ ، التصريح ٢ / ٢٢٤ ، الهمع ١ / ٢٨ ، الأشموني ٣ / ٢٢٦.
(٢) الهمع ١ / ٢٨.
(٣) التصريح ٢ / ٢٢٤ ، الصبان ٣ / ٢٦٦ ، الهمع ١ / ٢٨.
(٤) التصريح ٢ / ٢٢٤ ، الصبان ٣ / ٢٦٦.