أعجمية إلا أنها مصروفة لخفتها ، لكونها ثلاثية ساكنة الوسط وقد مرّت بنا قاعدة الثلاثي ساكن الوسط. وبعضهم أدخل هود ضمن الأسماء العربية ولكنه في الحقيقة أعجمي (١).
ومن هذه الأسماء كما في قوله عزّ وجلّ : (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى)(٢) عيسى اسم أعجمي عدل عن لفظ الأعجمية إلى هذا البناء ، وهو غير مصروف في المعرفة لاجتماع العجمة والتعريف فيه. ومثال اشتقاقه من كلام العرب أن عيسى : فعلى فالألف يصلح أن تكون للتأنيث فلا تنصرف في معرفة ولا نكرة ، ويكون اشتقاقه من شيئين : أحدهما : العيس ، وهو بياض الإبل ، والآخر : من العوس والعياسة إلا أنه قلبت الواو ياء لكسر ما قبلها.
فأما عيسى عليه السّلام فمعدول من «يشوع» كذا يقول أهل السريانية (٣). وأما «موسى» فيجوز منعه وعدم منعه إذا لم يكن اسما للنبي وكان اسما للأداة التي للحلق ، فيصرف إن كان من «أوسيت رأسه» إذا حلقته زفا لرأس موسى كمعطى».
ويكون ممنوعا إن كان فعله : «ماس يميس» فهو فعلى ، منها قلبت الياء واوا لوقوعها بعد ضمة (كما قلبت في موقن من أيقن) ومنع الصرف لألف التأنيث ، وأما موسى اسم النبي فممنوع من الصرف للعلمية والعجمة على اعتباره أعجمي الأصل (٤).
__________________
(١) ارجع للنص السابق الصبان ٣ / ٢٥٦.
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ٥٥.
(٣) معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٢٥.
(٤) انظر النحو الوافي ٤ / ١٨٧.