وقد ذهب بعض النحاة إلى ربط «إبليس» بكلمة «يبلس» الواردة في قوله تعالى : (اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١١) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ)(١). ولهذه فقد ورد في تفسير القرطبي : وقد زعم بعض النحويين أن «إبليس» مشتق من هذا ، وأنه أبلس ؛ لأنه انقطعت حجته.
النحاس : ولو كان كما قال لوجب أن ينصرف ، وهو في القرآن غير منصرف. الزجاج : المبلس : الساكت المنقطع في حجته ، اليائس من أن يهتدى إليها (٢).
وقد قال الأستاذ عباس حسن في النحو الوافي بهذا الخصوص : وأما إبليس فممنوع من الصرف للعلمية والعجمة على اعتباره أعجمي الأصل. وأما على اعتباره عربي الأصل مشتق من الإبلاس ، وهو الإبعاد ، فممنوع من الصرف أيضا ، ولكن للعلمية وشبه العجمة ، لأن العرب لم تسمّ به أصلا (٣).
فالرأي إذن في إبليس : أنه اسم أعجمي ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة وذهب البعض إلى أنه مشتق من الإبلاس وهو الإبعاد وإذا كان كذلك فإنه مصروف لأنه ليس فيه إلا التعريف وحده وهو لا يكفي لمنع الاسم من الصرف ، بينما ذكر الأستاذ عباس حسن منعه على هذه الحال وشبه العلمية لأن العرب لم تسم بهذا الاسم فهو وإن كان مشتقّا من الإبلاس إلا أنه يشبه الأعجمي لعدم استعماله في اللغة العربية.
__________________
(١) سورة الروم ، الآيتان : ١٠ ـ ١١.
(٢) تفسير القرطبي ١٤ / ١٠ ـ ١١.
(٣) النحو الوافي ٤ / ١٨٧.