دال حمّاد .. وسألت الخليل عن رجل يسمى مرّانا فقال : أصرفه ، لأن المران إنما سمي للينه فهو فعّال كما يسمى الحماض لحموضته ، وإنما المرانة اللين» (١).
فمذهب الخليل وسيبويه هو أن النون أصلية في الأسماء السالفة الذكر وأن التضعيف زيادة وليس أصالة ، ولذا هي مصروفة على مذهبهما وبمناسبة أصالة النون فقد أورد مجموعة من الأسماء لكنها ليست مضعفة مثل : دهقان وشيطان. وبيّن أنهما إن كان من التدهقن والتشيطن فهما مصروفان لأصالة النون فيهما وإن جعلتهما من الدهن وشيط لم تصرفه.
وأورد كذلك «فينان وديوان» لأن الظاهر أن في آخرهما ألفا ونونا زائدتين ، إلا أنه بيّن أن النون فيهما أصلية لأن «فينان» على وزن «فيعال» وديوان بمنزلة «قيراط» و «ديوان» بمنزلة بيطار (٢).
ويقول الزجاج : «فإذا أردت بـ «سمان» فعلان من السم وأردت بـ «حسان» فعلان من الحسّ ، وأردت بـ «تبان» فعلان من التب ـ والتب الخسران لن تصرف هذا الضرب في المعرفة وصرفته في النكرة» (٣).
ومن الكلمات التي أوردها نقلا عن سيبويه : المرّان ، فقال :
إن سميت رجلا «مرانا» صرفته لأن «مرانا» فعال من المرونة وهو اللين ـ فالنون فيه من نفس الكلمة ومن بني «مران» من الشيء المر لم يصرفه في المعرفة وصرفه في النكرة (٤).
__________________
(١) سيبويه ٢ / ١١.
(٢) نفس المصدر ٢ / ١١.
(٣) ما ينصرف وما لا ينصرف ٣٦.
(٤) نفس المصدر ٣٦.