تنصب في موضع النصب إذا كان الأول مضافا وذلك قولك : «رأيت معد يكرب» واحتملوا أيادي سبا. فقد : شبهوا هذه الياآت بألف مثنّى حيث عرّوها من الرفع والجر ، فكما عرّوا الألف منهما عرّوها من النصب أيضا فقالت الشعراء حيث اضطروا (وهو رؤبة) :
سوّى مساحيهنّ تقطيط الحقق
وقال بعض السعدييّن :
يا دار هند عفت إلّا أثافيها
ونحو ذلك. وإنما اختصّت هذه الياآت في هذا الموضوع بذلك لأنهم يجعلون الشيئين ههنا اسما واحدا فتكون الياء غير حرف الإعراب فيسكّنونها ويشبهونها بياء زائدة ساكنة نحو يا دردبيس ومفاتيح (١).
والشاهد في البيتين هو إسكان الياء في «مساحيهن» و «أثافيهن» عند الضرورة مع أن الأصل ظهور الفتحة لخفتها وإنما جاز ذلك عند الضرورة حملا لها على أختها ألف المثنى وحيث إن الفتحة لا تظهر على الألف لسكونها فكذلك الياء.
ولهذا نرى في شرح المفصل أنه قال : «واعلم أن في «معد يكرب» شذوذين أحدهما : من جهة البنية لأنهم قالوا «معدي» بالكسر على زنة مفعل والقياس مفعل بالفتح نحو المرمى والمغزى وما اعتلت فاؤه يجيء المكان منه على مفعل بالكسر نحو المورد والموضع فهذا وجه من الشذوذ.
__________________
(١) سيبويه ٢ / ٥٥.