الصرف ولكن الأنسب الاقتصار على صرف هذه الأسماء لغلبة الاسمية عليها (١) ، وجاء في المقتضب أن هذه الكلمات «أجدل ، أخيل ، أفعى» اختلف فيها هل هي أسماء تصرف؟ أم أنها صفات فتمنع؟ فمن ذهب إلى أنها أسماء صرفها ، ومن ذهب إلى كونها صفات منعها الصرف ، والأجود على رأي المبرد كونها أسماء منصرفة في النكرة ، لأنها وإن كان أصلها ما ذكرنا ، فإنما تدل على ذات شيء بعينه (٢).
ويقول السيوطي : «أجدل للصقر ، وأخيل لطائر ذي خيلان وأفعى للحية أسماء لا أوصاف فأكثر العرب تصرفها ، وبعضهم يمنعها ملاحظة للوصفية فلحظ في «أجدل» معنى شديد ، و «أخيل» أفعل من الخيلان و «أفعى» معنى خبيث منكر ، وقيل إنه مشتق من فوعة السم وهي حرارته وأصله أفوع ثم قلب فصار أفعى» (٣).
فقد نظر إليها على أنها أسماء أصلا ، وقد يلاحظ فيها جانب الوصفية ولهذا الأصل فيها الصرف ، وقد تمنع إذا لوحظ الجانب الآخر. وهو الوصفية المتخيّلة ، وفي حاشية الصبان على الأشموني ما يفيد أنها «أسماء في الأصل والحال كما في التوضيح. قال شيخنا وتبعه البعض وبهذا فارقته نحو «أربع» اسم في الأصل وصف في الحال ، وهذه أسماء لم تعرض لها الوصفية ولكن يتخيل فيها الوصفية وكان منع صرف «أربع» أحقّ من منع صرفها إلا أنه لم يرد فيه وورد فيها فقبل» (٤).
__________________
(١) النحو الوافي ٤ / ١٦٩.
(٢) المقتضب ٣ / ٣٣٩.
(٣) الهمع ١ / ٣١.
(٤) حاشية الصبان ٣ / ٢٣٦.