الشاهد هو تذكير الحرف «سينا» والدليل على تذكيره هو تذكير نعته «طاسم» وتذكيره على معنى الحرف. ويجوز له التأنيث على معنى الكلمة.
ولذلك علق سيبويه على الرجز بقوله : «ذكر ولم يقل طاسمة». وقال الرضي : «كما بينت كاف تلوح وميمها» فقال : ينت فأنث (١) والشاهد في البيت هو تأنيث الحرف «كاف» حملا على معنى الكلمة أو اللفظة وتذكيره جائز أيضا على المعنى السابق وهو الحرف (٢).
إذن هذا الموضوع وأعني به «الحروف والكلم» قائم أساسا على التذكير والتأنيث ومن ثمّ صرفها أو منعها من الصرف تبعا لهاتين النقطتين فالموضوع كسابقه «أسماء الأحياء والأرضين» ولوضوح علتي المنع «العلمية والتأنيث» واتفاقهما في كل الحروف قدمت هذا الموضوع على «أسماء السور» وذلك لاختلاف علل المنع في كل اسم سورة ليكون الكلام على وتيرة واحدة.
ومن تلك الحروف «إن وليت ولعل وكأن» وقد بدأ سيبويه بـ (أن ولعل) وبيّن الأوجه الجائزة فيهما فقال : وأما «أن وليت» فحركت أواخرهما بالفتح لأنهما بمنزلة الأفعال نحو «فصار الفتح أولى ، فإذا صيّرت واحدا من الحرفين اسما للحرف فهو ينصرف على كل حال ، وإن جعلته اسما للكلمة وأنت تريد لغة من ذكّر لم تصرفها كما لم تصرف امرأة اسمها «عمرو» وإن سميتها بلغة من أنّث كنت بالخيار» (٣). فنحن إذن أمام ثلاثة آراء في حالة التسمية «بأنّ وليت»
__________________
(١) سيبويه ٢ / ٣١ ـ ٣٢.
(٢) الارتشاف ١ / ٧٩.
(٣) سيبويه ٢ / ٣٢.