المثال إلا لم ينصرف في معرفة ولا نكرة ، وذلك لأنه ليس شيء يكون واحدا يكون على هذا البناء ، والواحد أشد تمكنا وهو الأول» (١). ويشير إلى إلحاق التاء فيقول : «قلت أرأيت صياقلة وأشباهها لم صرفت؟ قال : من قبل أن هذه الهاء إنما ضمّت إلى صياقل كما ضمّت .. «موت» إلى «حضر» و «كرب» إلى «معدي» في قول من قال «معديكرب» وليست الهاء من الحروف التي تكون زائدة في هذا البناء كالياء والألف في صياقلة .. فتلحق ما فيه الهاء من نحو صياقلة بباب طلحة وتمرة كما تلحق هذا بباب تميمي كما أخرجته الهاء إلى باب طلحة» (٢).
وجاء في المقتضب قوله : «فإن لحقته الهاء للتأنيث انصرف على ما وصفت لك في الهاء أولا لأن كل ما كانت فيه فمصروف في النكرة ، وممتنع من الصرف في المعرفة لأن الهاء علم تأنيث ، فقد خرجت بما كان من هذا الجمع إلى باب طلحة وحمدة وذلك نحو : صياقلة وبطارقة.
فإن قال قائل : «فما باله انصرف في النكرة ، وقد كان قبل الهاء لا ينصرف فيها؟ فالجواب في ذلك : أنه قد خرج إلى مثال يكون للواحد» (٣).
فالسبب في صرف نحو «صياقلة» أن التاء قد أخرجته إلى مثال الواحد كما أن ياء النسب يخرجه إلى باب النسب حين نقول في «مدائن» مدائني والفرق بين ما آخره تاء التأنيث وما آخره ياء النسب أن ما آخره التاء
__________________
(١) سيبويه ٢ / ١٥ ـ ١٦.
(٢) المصدر السابق ٢ / ١٦.
(٣) المقتضب ٣ / ٣٢٧. انظر ما ينصرف ٤٧ ، الأصول ٢ / ٩٢ ، الموجز ٧٢ ، الهمع ١ / ٢٥.