فالسبب في منعه من ناحيتين :
١) كونه جمعا فهو فرع الواحد ؛ لأن الواحد أشد تمكنا كما قلنا.
٢) كونه جمع الجمع الذي لا جمع بعده. وهذا ما نجده في شرح المفصل الذي يرى أن في جمعه مرتين تكرارا للعلة فكأن في الجمع علتين بدلا من العلة الواحدة ، وكذلك نحو «مساجد ومصابيح» وذلك أن هذا الجمع لما لم يكن له نظير في الآحاد ، وليس في الجموع جمع إلا وله نظير في الآحاد على ما تقدم فصار هذا الجمع لعدم النظير كأنه جمع ثانيا فتكررت العلة» (١).
وللسهيلي رأي بهذا فهو يقول : «وأما باب مساجد ودراهم وكل جمع على عدة هذا الجمع فإنه جمع ليس له نظير في الواحد فيشبّه به فهو بناء مخصوص بالجمع ، كما أن بنية الجمع المسلم مخصوصة بالجمع أيضا ونونه لا تنون أبدا كنون التثنية ، فكان آخر هذا الجمع لا ينون أبدا ، لأنه بناء مخصوص بالجمع ، فكان حمله على الجمع المسلم في ترك التنوين أولى من حمله على الواحد ، وتشبيهه به. ولا شك أن تشبيه جمع بجمع أولى من تشبيه جمع بواحد» (٢).
فهو يرى أنه لم يصرف ولم ينون ؛ لأنه مشبه بالجمع السالم الذي لا ينون ومن هنا صرف الجمع المتناهي إذا دخلت عليه تاء التأنيث لأنها تقربها إلى المفرد إذ إن التاء لا تدخل على نون الجمع. كما لا تدخل على نون التثنية بل تدخل على المفرد.
__________________
(١) شرح المفصل ١ / ٧١.
(٢) أمالي السهيلي ص ٣٨ ـ ٣٩.