الياء للتخلص من التقاء الساكنين فصارت الكلمة (جوارن) بالتنوين ، ثم حذف التنوين لأنها ممنوعة من الصرف ، وحل تنوين العوض محله ليكون عوضا من الياء المحذوفة وليمنع رجوعها عند النطق فصارت «دواع».
٢) الاعتبار الآخر هو أن الحذف متأخر عن منع الصرف فالأصل جواري (جوارين) حذف التنوين لأن الاسم ممنوع من الصرف ، فصارت الكلمة «جواري» ثم حذفت الياء للخفة وعوض عنها بتنوين العوض ولمنع رجوعها (١).
وهذا التنوين الذي جئنا به عوضا عن المحذوف هل هو عوض عن الياء المحذوفة؟ أم عوض عن الحركة التي كانت على الياء وحذفت معه؟
المسألة فيها خلاف ، فقد ذهب سيبويه إلى أن التنوين عوض عن الياء المحذوفة استثقالا ؛ لأنهم لما حذفوا الياء نقص الاسم عن مثال مفاعل فدخله التنوين على حد دخوله في «قصاع وجفان» لأنه صار على وزنه والذي يدل على ذلك أنك إذا عدت إلى النصب لم تحذف الياء لخفة الفتحة ولأنهم لما حذفوا الياء في الرفع والجر ودخله التنوين وافق المفرد المنقوص فصار قولك «هذه جوار وغواش ومررت بجوار وغواش» كقولك هذا قاض ومررت بقاض أرادوا أن يوافقه في النصب لئلا يختلف حالاهما (٢).
«وأما يونس فكان ينظر إلى كل شيء من هنا إذا كان معرفة كيف حال
__________________
(١) انظر هامش النحو الوافي ٤ / ١٦٢.
(٢) انظر سيبويه ٢ / ٥٦ ـ ٥٧ ، وشرح المفصل ١ / ٦٣.