فقد ذكرهما ضمن حروف الجر. ولكن قد يخرجان عن هذا الأصل فيكونان اسمين بدخول حرف الجر عليهما ؛ لأن حرف الجر لا يدخل على حرف الجر كما بيّنا هذا الحكم في «عن». ومن الشواهد الدالة على اسمية «على» قول الشاعر :
غدت من عليه بعد ما تمّ ظمؤها |
|
تصلّ وعن قيض بزيزاء مجهل (١) |
والمقصود من ذكر هذا البيت هنا هو قوله «من عليه» حيث جاء «على اسما بمعنى «فوق» بدليل دخول حرف الجر عليه.
وخلاصة القول «أن جميع ما ذكرنا لا ينصرف منه شيء إذا كان اسما للكلمة وينصرف جميع ما ذكرنا في المذكر إلا أن وراء وقدام لا ينصرفان ، لأنهما مؤنثان وأما ثم وأين وحيث ونحوهن إذا صيّرن اسما لرجل أو امرأة أو حرف أو كلمة فلابد لهن من أن يتغيرن عن حالهن ، يصرن بمنزلة زيد وعمرو لأنك وضعتهن بذلك الموضع» (٢).
__________________
(١) نفس المصدر ٢ / ٢٣. البيت لمزاحم العقيلي انظر سيبويه ٢ / ٣١٠ ، والمقتضب ٣ / ٥٣.
(٢) سيبويه ٢ / ٣٥.