أمّا الحديث الرابع ـ إنما حرّ جهنم على أمّتي مثل الحمّام :
فإنّه أشبه شيء بمخاريق المعتوهين ، أو من يريد تحطيماً من عظمة أمر المولى سبحانه ، أو إغراءً لبسطاء الأمّة على اقتحام الجرائر ، بحسبان أنّ حرّ الجحيم الشديد الذي أوقده المنتقم الجبّار للعصاة عامّة لا يصيب هذه الأمّة ، وإنّما هو للأمم السابقة ومن لم يعتنق الإسلام من الموجودين ، وأنت إذا تأمّلت في : (نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ* الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) (١) ، (الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) (٢) ، (يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ) (٣) ، (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ) (٤) ، (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى) (٥) ، (تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ) (٦) ، (كَلاَّ إِنَّها لَظى * نَزَّاعَةً لِلشَّوى) (٧) ، (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) (٨) ، (وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ* لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ* لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ* عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ) (٩) ، قالوا (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ* وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ* وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ) (١٠) ، (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ* طَعامُ الْأَثِيمِ* كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ* كَغَلْيِ الْحَمِيمِ) (١١).
__________________
(١) الهمزة : ٦ ، ٧.
(٢) البقرة : ٢٤.
(٣) التوبة : ٣٥.
(٤) التكوير : ١٢.
(٥) النازعات : ٣٦.
(٦) المرسلات : ٣٢ ـ ٣٣.
(٧) المعارج : ١٥ ـ ١٦.
(٨) القمر : ٤٨.
(٩) المدثّر : ٢٧ ـ ٣٠.
(١٠) المدثّر : ٤٢ ـ ٤٥.
(١١) الدخان : ٤٣ ـ ٤٦.