وقال أيضا (١) : [الكامل]
لو لا حيائي من عيون النّرجس |
|
للثمت خدّ الورد بين السّندس |
ورشفت من ثغر الأقاحة ريقها |
|
وضممت أعطاف الغصون الميّس |
وهتكت أستار الوقار ولم أبل (٢) |
|
للباقلا (٣) تلحظ بطرف أشوس |
ما لي وصهباء الدّنان مطارحا |
|
سجع القيان مكاشفا وجه المسي |
شتّان بين مظاهر ومخاتل |
|
ثوب الحجا ومطهّر ومدنّس |
ومجمجم بالعذل باكرني به |
|
والطير أفصح مسعد بتأنّس |
نزّهت سمعي عن سفاهة نطقه |
|
وأعرته صوتا رخيم الملمس |
سفّهت في العشّاق يوما إن أكن |
|
ذاك الذي يدعى الفصيح الأخرس (٤) |
أعذول وجدي ليس عشّك فادرجي (٥) |
|
ونصيح رشدي بان نصحك فاجلس |
هل تبصر الأشجار والأطيار وال |
|
أزهار تلك الخافضات الأرؤس؟ |
تالله وهو أليّتي وكفى به |
|
قسما يفدّى برّه بالأنفس |
ما ذاك من شكو ولا لخلالة (٦) |
|
لكن سجود مسبّح ومقدّس |
شكرا لمن برأ الوجود بجوده |
|
فثنى إليه الكلّ وجه المفلس |
وسما بساط الأرض فيه (٧) فمدّه |
|
ودحا بسيط (٨) الأرض أوثر مجلس |
ووشى بأنواع المحاسن هذه |
|
وأنار هذي بالجواري (٩) الكنّس |
__________________
(١) القصيدة في ديوان ابن خاتمة (ص ١٩٣ ـ ١٩٦).
(٢) أي لم أبال.
(٣) في الأصل : «للباقلاء» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من الديوان.
(٤) في الديوان : «الذي يدع الفصيح لأخرس».
(٥) أخذه من المثل : «ليس هذا بعشّك فادرجي». أي ليس هذا من الأمر الذي لك فيه حقّ فدعيه ؛ يقال درج : أي مشى ومضى. يضرب لمن يرفع نفسه فوق قدره. مجمع الأمثال (ج ٢ ص ١٨١).
(٦) في الديوان : «من سكر ولا لخلاعة».
(٧) كلمة «فيه» ساقطة في الأصل ، وقد أضفناها ليستقيم الوزن والمعنى. ورواية صدر البيت في الديوان هي :
رفع السّما سقفا يروق رواؤه
(٨) دحا الأرض : بسطها ، وفي عجز البيت إشارة إلى قول الله تعالى : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) (٣٠) سورة النازعات ٧٩ ، الآية ٣٠.
(٩) في الأصل : «بالجوار» والتصويب من الديوان.