بالإسكندرية وملك أبو بكر ما عدا المهدية وطرابلس فقام عليه محمد بن اللحياني بعد هروب أبيه لمصر وقتل معه فهزمه أبو بكر واستقل ابن اللحياني بما بيده من المهدية وطرابلس. ثم اجتمعت الناس على طاعة محمد بن أبي بكر الحفصي صهر زكرياء اللحياني وبايعوه لما ضعف أبو بكر وهرب باستيلاء العرب ولكون ابن أبي بكر كان نائبا على اللحياني فلذلك بويع له وكاتبوا اللحياني على القدوم فأبى. هذا مفاد ما في تاريخ أبي الفداء.
وقال ابن أبي دينار في المؤنس في أخبار إفريقية وتونس :
ثم أبو ضربة بن محمد اللحياني ، ثم ابنه أبو حفص وبقي إلى أن مات فملك أبو الحسن المريني ، ثم الفضل الحفصي ، ثم إبراهيم ، ثم خالد ، ثم أبو العباس أحمد ، ثم ابنه أبو فارس عبد العزيز الذي قال فيه ابن عرفة أنه في (ص ٩١) العدالة مثل عمر بن عبد العزيز الأموي بحسب الزمان ومات / بوانسريس بسبب دعاء الشيخ محمد الهواري عليه كما مرّ ، ثم ابنه عبد الله المنتصر ، ثم ابنه أبو عمر عثمان ، ثم حفيده أبو زكرياء يحيى بن عبد الله محمد المسعود ، ثم أبو عبد الله محمد بن أبي محمد الحسن ابن أبي عبد الله محمد المسعود ، ثم أبو محمد الحسن بن محمد الحسن بن المسعود وبه ختام بني أبي حفص ومن أتى بعده فهو اسم لا رسم. ثم أحمد ابن أبي محمد بن الحسن بن أبي عبد الله محمد بن أبي محمد الحسن ابن أبي عبد الله محمد المسعود ، ثم محمد ابن الحسن وهو خاتمة بني أبي حفص وبانقراضه انقرضت أيامهم.
وببجاية ثلاثة : أولهم أبو فارس عبد العزيز بن إبراهيم ، ثم يحيى المنتخب ، ثم ابنه خالد. وبالمهدية مع طرابلس واحد : وهو محمد بن اللحياني فهؤلاء السبعة والأربعون الموحدين.
قال الحافظ أبو راس في عجائب الأخبار : ولا زالت إفريقية بيد الحفصيين واحدا بعد واحد إلى أن أخذها منهم الأتراك سنة إحدى وثمانين وتسعمائة (١) فمدّتهم بإفريقية ثلاثمائة وثمانون سنة إلّا ما تخلل ذلك من الداعي بن أبي عمارة ونحوه من الذين لا حكم له. والملك لله وحده يورثه من يشاء من عباده.
__________________
(١) الموافق ١٥٧٤ م.