ثالث أو رابع عشر من المحرم فاتح سنة ستّ وأربعين من الثالث عشر (١) ودخلت بيد الفرانسيس. ثم عبد الحميد خان بن محمود خان بن عبد الحميد خان تولى سنة خمس وخمسين ومائتين وألف (٢) وبقي في الملك اثنين وعشرين سنة ونصف وعاش تسعا وثلاثين سنة وكانت بينه وبين الموسكوا حروب كثيرة سجال في سنة إحدى وسبعين من الثالث عشر (٣) وأعانه فيها الفرانسيس وذلك شأن الملوك الضخام وءال الأمر فيها إلى الصلح بين الفريقين انعقد بباريز ثم عبد العزيز خان تولى سنة سبع وسبعين ومائتين وألف (٤) وبقي في الملك خمسة عشر سنة وخمسة أشهر وعاش ثمانا وأربعين سنة ، وفي وقته كان الإمام أبو الفوز السويدي مؤلف كتاب سبايك الذهب. ثم مراد خان الخامس تولى سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف (٥) ثم خولع (كذا) لما خولط في عقله سنة توليته ، وسببه أنه رأى عمه السلطان عبد العزيز قد فصد وقهره الدم وغلبه فمات فجأة (كذا) فاختلط بذلك في عقله وسلّم في الملك للسلطان عبد الحميد بعد ما ملك ثلاثة أو ثمانية أشهر. وكان لعمّه عبد العزيز وقائع كثيرة وحروب جليلة لكنه خدعته الوزراء في ذلك ولو لا أن الله أيقظه لذلك لتلاشا الملك العثماني واضمحل (ص ١٨٤) بالكلية فبادر / للصلح بغاية الإعزام وانتقم من الوزراء غاية الانتقام. ثم عبد الحميد خان الثاني وهو الموجود الآن تولى سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف (٦) قال شيخنا الزياني في دليل الحيران ومدحه العلامة الأفاندي أبو الهدى الصيادي في كتابه : قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الأكابر بقصيدة رائية من بحر البسيط مشحونة بجوهر كل معنى وسيط ، فقال :
طاب الزمان وطاب الوقت والعمر |
|
بظلّ ركن لديه الزهر تنحدر |
ركن الخليفة سلطان البرية من |
|
بباب علياه لاذ البدو والحضر |
__________________
(١) الموافق ٥ جويلية ١٨٣٠ م.
(٢) الموافق ١٨٣٩ م.
(٣) الموافق ١٨٥٤ ـ ١٨٥٥ م.
(٤) الموافق ١٨٦١ م.
(٥) الموافق ١٨٧٦ م.
(٦) الموافق ١٨٧٦ م.