فيه ، حتى تدخّل النبي «صلىاللهعليهوآله» ، مؤثرا الحفاظ على قوة موقف علي «عليهالسلام» ، فطلب منه أن يضع يده على الكلمة فوضعها ، فمحاها «صلىاللهعليهوآله» بيده.
ولو أنه «صلىاللهعليهوآله» طلب محوها من علي «عليهالسلام» لما تأخر في إطاعة أمره ، ولم يكن «عليهالسلام» ليطيع أمرا لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» أولا ، ثم يقول له : «لو لا طاعتك لما محوتها» ، ثم يعصيه بعد لحظة. فإن الطاعة إذا كانت تدعوه لمحو الأولى ، فلا بد أن تدعوه لمحو الثانية .. خصوصا إذا كان ذلك في مجلس واحد.
ومن الواضح : أن محو كلمة «رسول الله» ليس فيه إنكار لرسوليته «صلىاللهعليهوآله» ، كما أن محو كلمة بسم الله الرحمن الرحيم لا يلزم منه إنكار رحمانية الله ، ورحيميته تبارك تعالى.
بل لا يتعدى الأمر حدود تسجيل ذلك على ورقة بينه وبين عدوه ، أو عدم تسجيله عليها ..
فلا معنى للتحرج من محو كلمة «رسول الله» وعدم التحرج من محو كلمتي الرحمن الرحيم.
رابعا : إن من المعلوم : أن الأمر بشيء إذا جاء بعد الإلزام به ، يفيد مجرد رفع الإلزام ، والأمر ههنا من هذا القبيل ، فقد كان إملاء النبي «صلىاللهعليهوآله» ملزما لعلي «عليهالسلام» ولغيره بحفظ ما أمر بكتابته وعدم محوه حتى لو طلب ذلك منه ، من هو مثل سهيل بن عمرو ..
ولكن بعد أن احتدم الجدال بين علي «عليهالسلام» والمسلمين من جهة ، وبين سهيل بن عمرو من جهة أخرى ، بادر النبي «صلى الله عليه