والشك في علي نفسه ، من أجل أن يخف وقع وأثر هذا الأمر على الناس.
٢ ـ إن نفس الطعن بقداسة علي «عليهالسلام» ، وفي عصمته ، والحط من مقامه ، والنيل منه ، وابتذال شخصيته ، ونسبة الرذائل والمعاصي إليه ، وتصغير شأنه ، حتى يصبح كسائر الناس العاديين ، أمر مطلوب ، ومحبوب لأعدائه ، ومناوئيه. وبذلك تضعف حجة الطاعنين في مناوئيه ، ويخرج أتباعهم من الإحراجات القوية التي تواجههم.
٣ ـ تكريس أبي بكر على أنه الرجل المميز بين جميع الصحابة ، الذي كان يرى في الحديبية رأي رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ويدعو الناس للقبول منه ، والتسليم له ..
قال دحلان : «.. ولم يكن أحد في القوم راضيا بجميع ما يرضى به النبي «صلىاللهعليهوآله» ، غير أبي بكر الصديق (رض) ، وبهذا يتبين علو مقامه. ويمكن أن الله كشف لقلبه ، وأطلعه على بعض تلك الأسرار التي ترتبت على ذلك الصلح ، كما أطلع على ذلك النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فإنه حقيق بذلك (رض) ، كيف وقد قال النبي «صلىاللهعليهوآله» : والله ، ما صب الله في قلبي شيئا إلا وصببته في قلب أبي بكر» (١).
٤ ـ إن هذه المزاعم بجعل علي وعمر في سياق واحد ، من حيث إن هذا يشك في دينه في الحديبية ، وذاك يعصي أوامر الرسول الأكرم «صلىاللهعليهوآله».
من شأنها أن توجد حالة من التوازن ، ثم ترجح كفة الفريق الآخر من حيث
__________________
(١) السيرة النبوية لدحلان ج ٢ ص ٤٣.