ونلاحظ على ما تقدم ما يلي :
ألف : إن الناس لم يبادروا إلى نحر الإبل التي معهم ، رغم حاجتهم إلى الطعام إلا بعد استئذان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بذلك. وهذا يعطينا درسا في ضرورة الانضباط والمراجعة للقائد في كل أمر له ارتباط بالحالة العامة ..
ب : إن قول عمر : كيف بنا إذا نحن لقينا العدو غدا جياعا رجالا؟! غير مفهوم لنا ، فإن نحر بعض الإبل لا يلزم منه أن يلقى العدو رجالا ، فإن الحرب لا تكون على الإبل ، وإنما تكون على الخيل أو بدونها ..
ج : إذا نحروا الإبل ، واستفادوا من لحومها ، فإنهم لا يبقون جياعا ..
د : إن ما يحتاجونه في كل يوم للنحر والأكل لا يزيد على أربعة عشر جملا ، وهو مقدار يسير في جملة ما يفي بحاجات ألف وأربع مائة رجل ..
فلو أنهم نحروا خلال ثلاثة أيام ، أو أربعة : ستين من الإبل ثم يكونون بقرب المدينة ، فذلك معناه : أن يصبح مائتا رجل ـ على أقل تقدير ـ بلا ظهر يركبونه في سفرهم. إذا كان كل ثلاثة ، أو أربعة يعتقبون بعيرا ويبقى مع النبي «صلىاللهعليهوآله» ألف ومائتا مقاتل ، لم يتأثر وضعهم بشيء مما يجري ، وهؤلاء قادرون على مواجهة العدو ، ومعهم الظهر الكافي ، ولا يعانون من جوع ، ولا من غيره ..
ه : وكيف عرف عمر بن الخطاب هذا الأمر ، وجهله النبي الأعظم «صلىاللهعليهوآله»؟! ..
و: وإذا كان النبي «صلىاللهعليهوآله» عارفا بهذا الرأي الصالح فلماذا لم يبادر من عند نفسه إلى ذلك الحل وصبر حتى اقترحه عليه عمر بن