خيبر (١).
وذلك : أن أوس بن الصامت غضب على زوجته خولة بنت ثعلبة ذات يوم ، وقال لها : «أنت علي كظهر أمي».
وكان ذلك أول ظهار في الإسلام ، وكان الظهار طلاقا في الجاهلية ..
ثم ندم على ما قال ، فأتت خولة إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» وعائشة تغسل رأسه ، فقالت : يا رسول الله ، إن زوجي أوس بن الصامت تزوجني ، وأنا ذات مال وأهل ، فلما أكل مالي ، وذهب شبابي ، ونفضت بطني ، وتفرق أهلي ظاهر مني.
فقال «صلىاللهعليهوآله» : حرمت عليه.
فبكت ، وصاحت ، وقالت : أشكو إلى الله فقري ، وفاقتي ، ووجدي ، وصبية صغارا ، إن ضممتهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إلي جاعوا.
فقال «صلىاللهعليهوآله» : ما أراك إلا حرمت عليه.
فجعلت ترفع صوتها باكية ، وتقول : اللهم إني أشكو إليك.
فبينما هي على تلك الحالة إذ تغيّر وجه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» للوحي ، فنزل جبرئيل «عليهالسلام» بقوله تعالى :
(قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) الآيات.
فدعا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أوس بن الصامت ، فتلى عليه الآيات المذكورة ، وقال له : أعتق رقبة.
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٨.