قال : لكأني أنظر إليه لاصقا بإبط ناقته ، يستتر بها من الناس.
وقد قيل : إنه كان يرمى بالنفاق. وقد نزل في حقه في غزوة تبوك من الآيات ما يدل على ذلك.
وكان الجد بن قيس سيد قومه بني سلمة ـ بكسر اللام ـ في الجاهلية.
ويقال : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» سوّد عليهم بشر بن البراء بن معرور ، وقيل : عمرو بن الجموح. ورجح ابن عبد البر الأول ، ورووا شعرا يؤيد الثاني ..
وذكروا : أن سبب ذلك هو : أنه كان يرمى بالبخل (١).
ونشير هنا إلى أمرين :
الأول : أننا نرى : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لا يبادر إلى أمر كهذا بلا مبرر قوي ، لا سيما وأنه يجر عداوات ، ويخلق أحقادا وخصومات ، وينشئ عقدا تجاهه «صلىاللهعليهوآله». ومجرد بخل إنسان مّا لا يكفي مبررا للإقدام على أمر كهذا .. إلا إذا كان ذلك قد حصل قبل إظهار الجد بن قيس للإسلام ، ولسنا بصدد تحقيق هذا الأمر ..
الثاني : أن هذا النص يدل على : أن بقية المنافقين الحاضرين ، ومنهم عبد الله بن أبي قد بايع وبايعوا أيضا .. وقد كان ابن أبي حاضرا بدليل :
١ ـ ما تقدم : من أنه كان حاضرا هو وجماعة من المنافقين ، حين جاشت البئر بالماء ، بسبب غرس سهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فيها .. فقيل له في ذلك ، فادّعى : أنه رأى مثل هذا فيما سبق ، واستغفر له «صلى الله عليه
__________________
(١) راجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ١٧.