يقدروا عليه ، وربما يكون نسيانهم هذا لأسباب مختلفة ، ولكن هذا لا يعني أن يكون سائر الصحابة وعددهم ألف وأربع مائة أو أكثر قد نسوا كلهم ذلك المكان أيضا .. إلا أن تكون هذه الأمة هي أغبي الأمم ، وأشدها تغفيلا!!
وفي حديث نافع الآخر : أنه خرج قوم من أصحاب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بعد ذلك بأعوام ، فما عرف أحد منهم الشجرة ، واختلفوا فيها.
قال ابن عمر : كانت رحمة من الله ..
وهذا الحديث : قد يكون هو نفس الحديث المتقدم عن طارق .. وسعيد بن المسيب (لكنه بدّل كلمة : «من العام المقبل» بكلمة : «بعد ذلك بأعوام»).
وحتى لو كان حديثا عن جماعة أخرى ، فالجواب عنه هو الجواب المتقدم عن حديث طارق أيضا ، فإن نسيان جماعة للمكان لبعض الأسباب ، لا يلازم نسيان غيرهم له أيضا .. ولعلهم قد خرجوا بعد أن أمر عمر بن الخطاب بقطعها (١) ، فقطعت ولم يعلموا بقطعها ، فبحثوا عنها ، فلم يجدوها ..
واللافت : أن عمر بن الخطاب قد أجرى امتحانا للصحابة ، وذلك حين مر بذلك المكان بعد ذهاب الشجرة (أي بعد أن أمر بقطعها) فقال : أين كانت؟
فجعل بعضهم يقول : ههنا.
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٥.