قال المسعودى : وفى الجانب الشرقى من صعيد مصر جبل عظيم كانت الأوائل تقطع منه العمد وغيرها ، وكانوا يحملون ما عملوه بعد النحت ، ويقال أن عمود السوارى الموجودة الآن كان قد أتابه الثبوت ابن مرة العادى وهو يحمله تحت ابطم من حبل بريم الأحمر من قبلى أسوان إلى الإسكندرية فانكسر ضلعة لأنه كان ضعيف القوى فى قومه فشق ذلك على شداد بن عاد وقال ليتنى فديته بنصف ملكى ، وقال قوم عمود السوارى من جملة سبعة أعمدة كانت تحمل رواقا يقال له بيت الحكمة ، وكانت هذه الأعمدة تحملها الرجل منهم تحت أبطه من أسوان إلى الإسكندرية.
قال وهب بن (١) منبه : كان رأس أحدهم مثل القبة العظيمة حتى أن السباع توكر فيها وتلد ويقال أن سبعين رجلا من قوم موسى عليه السلام استظلوا فى قحف عظم رجل من العمالقة.
قال الزمخشرى : كان طول الرجل منهم أربعمائة ذراع وكان يأتى الصخرة العظيمة فتحملها تحت أبطه كالعصا.
قال الأقليسى : [ق ١٥٥ أ] رأيت فى ناووس ثنية أحدهم ، قكان طولها أربعة أشبار وعرضها شبران وزنها ألف مثقال ووجدت فى ذلك الناووس عضدا فكان طوله ثمانية وعشرون ذراعا عرض كل عظيمة من ضلعة ثلاثة أشبار مثل اللوح الرخام.
وقال الأقليسى أيضا ولقد رأيت فى بلغار فى سنة ثلاثين وخمسمائة رجلا طويلا من نسل العاديين فكان طوله أكثر من سبعة أذرع ، وكان يسمى دنقى وكان يأخذ الفرس تحت أبطه كما يأخذ الإنسان الطفل الصغير وكان إذا وقع القتال بتلك الناحية يقابل بشجرة من خشب البلوط يمسكها كالعصاة فى يد لو ضرب بها الفيل قتله. وكان خيرا متواضعا كل ما التقانى تسليم على ويترحب بى ويكرمنى فكنت إذا سملت عليه لا تصل رأسى إلى حقوة ، وكان له أخت على طوله رأيتها أيضا فى مدينة بلغار مرارا عديدة.
قال الأقليسى : أخبرنى القاضى ابن النعمان قاضى بلغار أن هذا المرأة الطويلة العادية أنها قلت زوجها وكانت اسمه آدم وكان من أجل أهل بلغار [ق ١٥٥ ب] فضمته إلى صدرها فكسرت أضلاعه فمات من ساعته قال ولم يكن فى مدينة بلغار حمام تسعهم الأحمام راحدة واسعة الأبواب.
__________________
(١) هو وهب بن منبه بحد كامل اليماني الصنعانى الذمارى أبو عبد الله أبو عبد الله الأنباوى ولد سنة ٣٤ ه ومات سنة ١١٣ ه وقيل سنة ١١٦ ه.