وقال أحمد صالح قال لى سفيان بن عيينة : يا مصرى أين تسكن. قلت : اسكن الفسطاط فقال هى الإسكندرية. قلت : نعم. قال تلك كناية الله تجعل فيها خيار سهامه ، وقال تنظرون فى الأهوية والبلدان وترب الأقاليم والأمصار أنه لم تطل أعمار الناس فى بلد من البلدان أطول من ناحية مريوط إلى كورة الإسكندرية وكذك وادى فرغانة.
وقال أبو الحسن بن رضوان : وأما الإسكندرية وتنيس وأمثالها فقرنها من البحر يسكن الحرارة ويعدل البرودة لطهور ريح الصبا فيهم وذلك مما يصلح أبدانهم ويرق طباعهم ويرفع هممهم وليس يعرض لهم ما يعرض لأهل الشيمور من غلظ الطبع والحمارية وقد نسبوا أهل الإسكندرية [ق ١٥٧ أ].
وقد قال فى ذلك أبو الحسن بن حبقة الخزرجي (١) فى معنى ما نسب إلى أهل الإسكندرية من البخل.
نزيل اسكندرية ليس يقرا |
|
بغير الماء أو نعت السوارى |
ويتخف حين نكرم بالهواء |
|
الملا ثم والإشارة للمنار |
وذكر البحر والأمواج فيه |
|
ووصف مراكب الروم الكبار |
فلا يطمع نزلهم خير |
|
فما فيها لذاك الحرف قار |
وقال بعضهم :
يقولون المنارة والسوارى |
|
وهل الأعمود أو بناء |
ويفتخرون من حمق وجهل |
|
بملثهم وحاصله هواء |
وقال شيخ شهاب الدين ابن حجر فيها :
اسكندرية مكرية |
|
وخم ونار تسعر |
أن قيل ثغرا أبيض |
|
أقول لكن يبخر |
__________________
(١) له ذكر عند المقريزى.