فقام على رجليه فى الدمع غارقا |
|
يراعى نجوم الليل من وحشة الفقد |
وظل على الأقدام تحسب أنه |
|
لطول انتظار من حبيب على وعد |
وفي مرح البحرين جم عجائب |
|
تلوح وتبدوا من قريب ومن بعد |
كان التقاء النيل بالبحر إذ غدا |
|
مليكان سارا فى الحجر أقل من جند |
[ق ١٩٥ أ]
فكلاكما باتا وما برحا كذا |
|
مد الدهر فى حرب عظيم وفى جهد |
وفي البرزخ الماءنوس كم لى خلوة |
|
وعند شطا عن أيمن العلم الفرد |
وكم قد نعمنا بالبساتين نزهة |
|
يعيش هنى فى أمان وفى سعد |
هناك ترى ما يطرد الهم والغناء |
|
من الروض والأنهار والغصن المد |
فيارب هييء لى بفضلك عودة |
|
ومن بها فى غير بلوى ولا جهد |
وبدمياط مسجد الفتح الذى أسسه المسلمون عند فتح مدينة دمياط ، أول ما فتح الله أرض مصر على يد عمرو بن العاص وعلى بابه مكتوب بالقلم الكوفى أنه عمر بعد سنة تسعين من الهجرة ، وفيه عدة عواميد رخام كثيرة ، والآن يعرف بمزار سيدى فتح الأسمر رحمة الله عليه وذلك لنزوله فيه ، فمشى على لسان الأعوام بمسجد سيدى فتح ، وهو فاتح بن عثمان الأسمر التكرورى ، قدم من مراكش إلى دمياط على سبيل التجريد وكان يسقى بدمياط الماء فى الأسواق احتسابا من غير أن يتناول من أحد شيئا ، وكان يلازم الصلاة مع الجماعة ، وأقام بحيرة تنيس وهى خراب نحو سبع سنين ثم عاد إلي دمياط فكان لا يرى وقت [ق ١٩٥ ب] الصلاة ، وإذا سلم الإمام عاد إلى انعكافه فلا يخالط الناس فيما هم فيه من أمر الدنيا ، فلما نزل بمسجد الفتح وكان قد خرب منذ سنين وهو مقفول فرممه وبناه علي سبيل التجريد ، فتح الله بعمارته على يد سيدى فتح ، وكان يقول : لو علمت بدمياط مكانا أفضل من هذا المسجد لأقمت به ، ولو علمت بلدا يكون الفقير فيه أجمل من دمياط لرحلت إليه وأقمت به. وكان إذا ورد عليه من الفقراء ولا يجد ما يطعمه باع ثوبه ولا يقبل من الناس شيئا ، وكان سلوكه على طريقة