كما هي عادة غيرهم من سكان البلدان ، بل يتناولون عذية [ق ٢٤ أ] كل يوم من الأسواق بكرة وعشيا.
ومن أخلاقهم : الانهماك في الشهوات والامعان في الملاذ ، وكثرة الاستهتار ، وعدم المبالاة.
قال ابن خلدون (١) : أهل مصر كأنما فرغوا من الحساب.
وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سأل كعب الأحبار عن طبائع البلدان وأخلاق سكانها ، فقال : أن الله تعالي لما خلق الأشياء جعل كل شيء لشيء.
فقال العقل : أنا لا حق بالشام ، فقالت الفتنة : وأنا معك. وقال الخصب : أنا لا حق بمصر ، فقال الذل : وأنا معك. وقال الشقاء : أنا لا حق بالبادية ، فقالت الصحة وأنا معك. ويقال : لما خلق الله الخلق خلق معهم عشرة أخلاق : الإيمان والحياء والنجدة والفتنة والكبر والنفاق والغني والفقر والذل والشقاء. فقال الإيمان : أنا لا حق باليمن ، فقال وأنا معك. وقالت النجدة : أنا لاحقة بالشام ، فقالت الفتنة : وأنا معك. وقال الكبر : أنا لا حق بالعراق ، فقال النفاق : وأنا معك. وقال الغنى : أنا لا حق بمصر ، فقال الذل : وأنا معك. وقال الفقر : أنا لا حق بالبادية ، فقال الشقاء : وأنا معك.
[ق ٢٤ ب] وعن ابن عباس رضي الله عنهما : المكر عشرة أجزاء : تسعة منها فى القبط ، وواحد فى سائر الناس.
ويقال : أربعة لا تعرف في أربعة : السخاء في الروم ، والوفاء في الترك ، والشجاعة في القبط. والعمر في الزنج.
ووصف ابن العربية (٢) أهل مصر فقال : عبيد لمن غلب ، أكيس الناس صغارا ، وأجهلهم كبارا.
__________________
(١) هو عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن خلدون أبو زيد ولي الدين الحضرمى الإشيبلى ، من ولد وائل بن حجر : افيلسوف المؤرخ العالم الاجتماعى البحاثة. أصله من إشيبيلية ومولده ومنشأه بتونس ولد سنة ٧٣٢ ه / ١٣٣٢ م ـ ٨٠٨ ه / ١٤٠٦ م.
(٢) هو عثمان بن عتيق بن عثمان القيسى أبو عمر المعروف بابن عربية. ولد سنة ٦٠٠ ه. ١٢٠٣ م ـ ومات سنة ٦٥٩ ه / ١٢٦٠ م. شاعر من فضلاء المهدية بالمغرب ولد بها وانتقل إلى تونس وولي قضاء تبرسق وتوفى بها ودفن بجبل الرحمة.