فهو كلام غير مقبول :
أولا : إن مجرد أن تصيبهم بعض الجراحات ، لا يبرر أن يفرحوا بالإرتحال عن الطائف ، بعد أن كانوا رافضين لذلك أشد الرفض.
ثانيا : كيف ينسب هؤلاء إلى الصحابة هذه المعصية الظاهرة ، الممتثلة بتمردهم على أوامر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ورفضهم الطاعة له بصورة فجة وبعيدة عن اللياقة ، والأدب؟!
مع أن هؤلاء ما فتئوا ينزهون الصحابة عن كل شين وعيب ، ويسعون لإبعادهم عن كل شبهة وريب ، ويعلنون : أنهم جميعا عدول ، ومطيعون لله وللرسول.
ثالثا : قلنا : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» انصرف منتصرا عن الطائف. بوعد من أهل الطائف ، بأن يأتيه وفدهم لحسم الأمور وفق الشروط التي يضعها هو «صلىاللهعليهوآله».
رابعا : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد علم أصحابه أن يقولوا حين انصرافهم : «لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده» ..
فلما ذا لم يعترضوا عليه بالقول : إننا لم نر نصرا ، ولم يتحقق وعد الله تعالى لنا ، ولم تحل الهزيمة بعدونا ، ولم نر هذا العز في حصارنا للطائف ، بل رجعنا خائبين ، غير منتصرين؟!
نصر عبده :
وسيأتي : أن هذا الدعاء الذي علمه النبي «صلىاللهعليهوآله» لجنده