وكان أبو سفيان هو الذي طلب إعطاء ولديه ، معاوية ويزيد. فلما أعطاهما «صلىاللهعليهوآله» ، قال أبو سفيان : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، لأنت كريم في الحرب والسلم.
أو قال : لقد حاربتك فنعم المحارب كنت ، وقد سالمتك فنعم المسالم أنت. هذا غاية الكرم ، جزاك الله خيرا.
قالوا : ثم أمر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» زيد بن ثابت بإحضار الناس والغنائم ، ثم فضها على الناس فكانت سهامهم ، لكل رجل أربع من الإبل ، أو أربعون شاة ، فإن كان فارسا أخذ اثنتي عشرة من الإبل ، أو عشرين ومائة شاة ، وإن كان معه أكثر من فرس واحد لم يسهم له (١).
إستفادات نعرضها ، ولا نتعرض لها :
ونقول :
لقد حاول بعضهم تسجيل بعض الإستفادات هنا ، نذكر منها ما يلي :
١ ـ لما منع الله سبحانه وتعالى الجيش غنائم مكة ، فلم يغنموا منها ذهبا ولا فضة ، ولا متاعا ، ولا سبيا ، ولا أرضا. وكانوا قد فتحوها بإيجاف الخيل والركاب ، وهم عشرة آلاف ، وفيهم حاجة إلى ما يحتاجه الجيش من أسباب القوة ، حرك الله سبحانه وتعالى قلوب المشركين في هوازن لحربهم ، وقذف في قلب كبيرهم مالك بن عوف إخراج أموالهم ، ونعمهم ، وشابهم وشيبهم معهم ، نزلا وكرامة ، وضيافة لحرب الله تعالى وجنده ، وتمم تقديره تعالى بأن
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٠١ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ١٥٣ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٣١ وج ٦ ص ٢٣٦ و ٣٠١.