الرد العنيف على المشككين :
وقد مر معنا آنفا : أن بعض المشككين من أصحاب الأهواء ، حاول الطعن والتشكيك بشخص النبي «صلىاللهعليهوآله» ، واعتبار ما حصل شاهدا على انطواء الشخصية النبوية على درجة من العصبية للقوم والعشيرة ، تدعوه إلى نقض تعهداته ، أو التقصير في الوفاء بما يتوقّع من أهل الوفاء .. حيث قال أحدهم لأصحابه : لقد كنت أحدثكم أن لو استقامت الأمور قد آثر عليكم.
ولكن رد الأنصار قد جاء حاسما وعنيفا. وهذا هو المتوقع منهم ، فإنهم يعرفون رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حق المعرفة ، ولا يظنون به إلا أنه قد قصد بفعله هذا غاية إصلاحية واستصلاحية لا تبلغ حد إلزامهم بالتخلي عما ظنوا أن لهم الحق في المطالبة به .. فبادروا إلى الطلب ، فعرفهم النبي «صلىاللهعليهوآله» ما ينبغي لهم أن يعرفوه.
أين أنت من ذلك يا سعد؟! :
واللافت هنا : أنه حين أخبر سعد النبي «صلىاللهعليهوآله» بوجد الأنصار ، كان أول ما سأل النبي «صلىاللهعليهوآله» عنه سعدا هو : أن يفصح سعد عن نفسه ، فيحدد موقعه من هذا الأمر بالنسبة إلى قومه.
وإذ به يسمع منه إجابة مخيبة للآمال ، حيث قال له سعد : ما أنا إلا امرؤ من قومي.
وقد أظهرت هذه الإجابة : أن القضية ليست أمرا عابرا ، صنعته يد الجهالة والطيش من شباب أغرار ، لا تجربة لهم ، بل هي قناعة استقرت في