ونقول :
إن لنا ملاحظات على ما تقدم ، هي التالية :
بطولات أبي طلحة :
زعمت الرواية المتقدمة : أن أبا طلحة قتل من المشركين عشرين رجلا ، وأخذ أسلابهم .. ولكن لنا أن نتساءل : متى قتل أبو طلحة هؤلاء؟ هل قتلهم قبل الهزيمة؟ أم بعدها؟!
فإن كان ذلك قبل الهزيمة ، فقد تقدم : أن الهزيمة وقعت بمجرد ورود خالد بمقدمة الجيش إلى وادي حنين ، وكانت المقدمة تتكون من بني سيلم وأهل مكة ، فخرج عليهم المشركون من الشعاب والمضايق ، فوقعت الهزيمة على المقدمة وتبعها الجيش كله ، ولم يفعل أبو طلحة ولا غيره شيئا. ولم يبق عند رسول الله «صلىاللهعليهوآله» غير علي «عليهالسلام» يقاتل ويناضل ، وبضعة نفر من بني هاشم كانوا حول رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ..
وأما بعد وقوع الهزيمة ، فقد صرحوا : بأن راجعة المسلمين رجعت فوجدت الأسرى مكتفين حول رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وصرحوا : بأنه لم يطعن أحد من المسلمين برمح ، ولا ضرب بسيف ، ولا رمى بسهم .. باستثناء عقيل ، الذي يشهد لقتاله قصة الإبرة المزعومة التي أرجعها إلى الغنيمة.
ومعنى ذلك : أن أبا طلحة لم يقتل أحدا بعد عودته من هزيمته أيضا ..
ومهما يكن من أمر : فإن لأبي طلحة مكانة عند هؤلاء الناس ، لأن عمر بن الخطاب أمره في يوم الشورى أن يضرب أعناق ستة من أهل الشورى ،