وإن كانوا قد أسلموا قبل عتقهم ، فإن إسلامهم قد أزال حكم الولاء ، لأن المشرك لا يرث المسلم.
وفي هذا البحث تفصيلات ومناقشات ليس ها هنا محلها.
مغزى نداء الحرية :
وإذا تأملنا هذا النداء ، أعني : «نداء الحرية» فسنرى : أن فيه سمات وآثارا هامة ، نشير إلى بعض منها فيما يلي :
١ ـ إن العبيد هم الطرف الأضعف والمستضعف في أي مجتمع كان ، فكيف بالمجتمع الجاهلي الذي يعيش الإنحراف ، والظلم والتعدي ، بأجلى صوره ، وأوضح معانيه؟! ولم يكن يعرف معنى للرأفة والرحمة ، حتى على الأب والأخ والولد ، فهل يرحم عبدا اشتراه بماله ، أو قهره بسيفه؟!
إن من يدفن ولده حيا لأنه لا يريد أن يشاركه في طعامه ، ولو بلقمة ، فهل تراه يسخى على عبده بشيء من حطام الدنيا ، فضلا عمن سواه؟! إن من يراجع التاريخ سيجد : أن الناس كانوا في ذلك المجتمع يمارسون سلطتهم على عبيدهم بأبشع صورها وأخبث أشكالها ..
٢ ـ إن الذين كانوا يملكون العبيد هم الرؤساء والأعيان ، وأهل الحول والطول ، دون غيرهم من سائر الناس .. وهؤلاء هم الذين يملكون قرار السلم والحرب وغير ذلك في قبائلهم ، فإذا خرج حتى عبيدهم عن طاعتهم ، فإن الآخرين سوف يكونون أجرأ على الخروج من هذه السلطة ، وسوف ينظرون إلى أولئك الرؤساء والزعماء بشيء من المهانة والإستهانة ، والإستخفاف ، وستهتز الأرض تحت أقدامهم ، وسيضعف موقفهم