وكانت المدينة دار الأنصار والهجرة إليها أمرا واجبا ، أي لو لا أن النسبة الهجرية لا يسعني تركها لانتسبت إلى داركم.
وقال القرطبي : معناه : لتسميت باسمكم ، وانتسبت إليكم ، لما كانوا يتناسبون بالحلف ، لكن خصوصية الهجرة وترتيبها سبقت فمنعت ما سوى ذلك ، وهي أعلى وأشرف ، فلا تبدل بغيرها (١).
وسام لأبي موسى في الجعرانة!! :
عن أبي موسى الأشعري ، قال : كنت عند رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وهو نازل بالجعرانة ، بين مكة والمدينة ـ ومعه بلال ـ فأتى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أعرابي ، فقال : ألا تنجزني ما وعدتني؟
فقال له : «أبشر»!!
فقال : قد أكثرت علي من البشر.
فأقبل على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان ، فقال : رد البشرى!! فاقبلا أنتما.
قالا : قبلنا.
ثم دعا بقدح فغسل يديه ووجهه ، ومج فيه ، ثم قال : «اشربا منه ، وأفرغا على وجوهكما ونحوركما ، وأبشرا».
فأخذا القدح ، ففعلا ، فنادت أم سلمة من وراء الستر : أن أفضلا لأمكما ، فأفضلا منه طائفة (٢).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٠٩ و ٤١٠ وفتح الباري ج ٨ ص ٤٢.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٠١ عن البخاري ، وراجع : صحيح البخاري (ط ـ