الغنائم المجموعة في الجعرانة.
الغلول : نار ، وعار ، وشنار :
١ ـ إن الإهتمام بأمر الغلول إلى هذا الحد الذي أظهرته كلمات الرسول «صلىاللهعليهوآله» ، لا بد أن يعطي الإنطباع للناس بلزوم التدقيق في الأمور ، وأن لا يستهين أحد منهم بشيء مهما كان بنظره صغيرا ، ولو بمقدار خيط ، ومخيط إبرة ، في مقابل آلاف من الإبل ، وسواها.
٢ ـ إن ذلك يؤكد على معنى الأمانة ، وعلى معيار القيمة لدى الناس ، فإنه إذا كان أخذ خيط ، أو إبرة مجلبة للعار ، والخزي ، والعيب ، والعذاب بالنار في الآخرة ، فما بالك بما سوى ذلك من أنواع الخيانات ، والتعديات ، والمخالفات؟!
٣ ـ إنه «صلىاللهعليهوآله» بهذا الإعلان يكون قد رسم حدا يمكن الإنطلاق منه والإنتهاء إليه في تحديد ما هو خطأ ، وما هو صواب ، وما هو حسن وقبيح ، ولم تعد القضية خاضعة لمزاجات الأشخاص ، واعتباراتهم وتسامحاتهم ، التي لو فسح لها المجال ، لربما أغمضت العين عن كثير من الشرور ، بحجة أنها مقبولة ، أو صغيرة ، وغير ذات أهمية.
٤ ـ إنه «صلىاللهعليهوآله» حين ذكر مساوئ الغلول قد مزج بين الضررين : الدنيوي والأخروي ، وبين المادي الجسدي ، والمعنوي الروحي. كما أنه لم يكتف بذكر العار الذي قد يمكن تحمل تبعاته ، بزعم أنه أثر لزلة ، أو خطيئة مضت وانقضت ، ويمكن أن يكون الإنسان قد تجاوز هذا الأمر ، وتخلص منه ..