وعي كثير من عقلاء القوم ورؤسائهم ، حتى لدى سعد بن عبادة زعيم الخزرج ، فكيف بسائر الناس.
وهذا يحتم المبادرة إلى علاج القضية بما يتناسب مع حجمها ، مع عقليات مختلفة ، وأهواء متباينة ، ومستويات لا تلتقي فيما بينها ..
ولأجل ذلك كلف «صلىاللهعليهوآله» سعدا نفسه بجمع قومه ، ولا يكون أحد من غيرهم معهم ، لأنه يريد أن يحسم الأمر قبل أن يقف أصحاب الأهواء على دقائقه وتفاصيله ، فإن ذلك ربما يعطيهم الأهواء ، لبث سمومهم ، بطريقة خبيثة ومؤذية ، وهكذا كان.
حوار الرسول صلىاللهعليهوآله مع الأنصار :
وعن حوار الرسول «صلىاللهعليهوآله» مع الأنصار نقول :
١ ـ إنه «صلىاللهعليهوآله» لم يشر إلى أي شيء يمكن أن يفسّر على أنه إقرار منه لهم : بأن لهم حقا من الغنائم قد أخذه منهم. بل هو قد ذكّرهم بما جنوه من فوائد ، بسبب قبولهم الهداية الإلهية ، وعدّد ذلك عليهم ، حتى جعلهم يشعرون أن مطالبتهم هذه ذنب يجب عليهم الاستغفار منه .. وقد أكد لهم على صحة هذا الأمر ، حين بادر إلى الإستغفار لهم ، ولأبنائهم ، ولأبناء أبنائهم.
٢ ـ إنه أراد بتذكيره لهم بهداية الله تعالى له ، وبسائر النعم ، أن يعالج مشكلة الخطأ لديهم في المعايير ، وفي تحديد الأهداف ، ومحط الطموحات والآمال ، ومحاور التفكير فيما يريد الإنسان أن يفكر فيه ، ويخطط للوصول إليه والحصول عليه ..