فإن كان «صلىاللهعليهوآله» قد اضطر إلى قطع الشجر ، من أجل تمكين جيشه من التحرك في ساحات القتال ، ومنع العدو من الإستفادة من ذلك الشجر ، ومنعه من وضع كمائن قتالية في بعض المواضع .. فلما ذا عاد فترك قطعها حين ناشدوه الله والرحم؟!
وإن كان قد قطعها من غير ضرورة ، بل تشفيا وإمعانا في أذى أعدائه ، فكيف يفعل ما كان هو ينهى عنه بعوثه وسراياه؟!
ويمكن أن يجاب : بأنه من الجائز أن يكون النبي «صلىاللهعليهوآله» قد احتاج لمنع تسلل أعدائه إليه ، أو لإعطاء قدر أكبر من حرية الحركة وسهولتها حلى جيشه ـ احتاج ـ إلى قطع طائفة من الأشجار ، لأنها كانت في مواضع يشكل بقاؤها خطرا على جيش المسلمين ، لإمكان استفادة العدو منها ، أو لأنها كانت تعيق حركة الجيش ، أو لغير ذلك .. فظن أهل الطائف ، وكذلك بعض المسلمين أو كلهم ، أنه «صلىاللهعليهوآله» يريد قطع جميع نخيلهم ، وأعنابهم وشجرهم ، فناشدوه أن يترك ذلك ، فترك استكمال قطعها ، مكتفيا بما قطع منها ، وآثر أن يتحمل قسطا من الجهد بالنسبة لما بقي ، تعظيما لله ، وصلة للرحم.
لأجل الله والرحم :
والغريب في الأمر هنا : أن تلجأ ثقيف في مطالبتها النبي «صلىاللهعليهوآله» بترك قطع الأشجار إلى أمر لم تزل هي تنقضه ، وتحارب النبي «صلىاللهعليهوآله» من أجله.
فثقيف هي التي أعلنت الحرب على الله ورسوله ، وتسعى في قتل النبي