المناطق أيضا لحكم الله ، ولم يعد لهم أمل في وصول أي معونة لهم ، من أي جهة كانت ..
٤ ـ وفوق ذلك كله ، فإن مصيتبهم العظمى إنما تكون حين يأذن النبي «صلىاللهعليهوآله» لعلي «عليهالسلام» فيهم .. فإنه لا شيء يقف في وجهه «عليهالسلام» ، ولا تجدي الحصون ، ولا غيرها في دفعه عنهم.
وقد رأى الناس كلهم ما جرى على يديه لحصون خيبر ، وكيف قتل فرسانها ، واقتلع أبوابها ، وكانت من الحجارة ، التي لا يقوى على تحريكها عشرات الرجال .. واقتحمها ، وحطم كل مقاومة فيها ..
٥ ـ ولأجل ذلك جاء التهديد لهم من رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بأن يبعث إليهم برجل منه ، أو كنفسه ، ليضرب أعناق مقاتليهم ، ويسبي ذراريهم.
٦ ـ ويلاحظ هنا : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد اقتصر على هذين الأمرين ، وهما : قتل المقاتلين ، وسبي الذراري .. وذلك وفقا لأحكام الشرع الشريف ، وانسجاما مع أهدافه ومراميه ، في التخلص من الظلم والظالمين ، وإفساح المجال للناس ليتمتعوا بحرية اختيار معتقداتهم بالإستناد إلى الدليل القاطع ، وطريقة عيشهم ، من دون تسلط من أحد ، أو انقياد لأي كان ، إلا للإرادة الإلهية ، والإلتزام بشرع الله ، وحده لا شريك له ..
٧ ـ ومن جهة أخرى : فإنه «صلىاللهعليهوآله» قد احتفظ في بادئ الأمر باسم ذلك الذي يريد أن يرميهم به ، بطريقة تدعو كل الناس لإطلاق خيالها للبحث عنه ، والتعرف عليه ، لا سيما وأنه قد وصفه بأوصاف جليلة وهامة جدا ، حيث جعله كنفسه ، أو منه ..
ومن شأن ذلك : أن يوجه الأنظار إلى أولئك الناس الطامحين والطامعين ،